الاعداد السابقة للصحيفة
الخميس14 نوفمبر

الصُحف الالكترونية “زيد أخو عبيد” .!!

منذ 11 سنة
1
1470

انتشرت هذه الأيام الصُحف الالكترونية انتشاراً عجيبا، لدرجة أنه أصبح من المستحيل معرفة عددها أو معرفة أسمائها، فكل منطقة ومدينة وربما حتى القُرى تملك صُحف إلكترونية، وكذلك القبائل، بل وربما حتى أصبح لكل عائلة صحيفة إلكترونية . وبرأيي أن إجراءات وسهولة الحصول على ترخيص من وزارة الإعلام لمزاولة هذه المهنة شيء مُشجع للخوض في هذا المجال، هذا بخلاف من لايملك الترخيص أصلاً، ومع ذلك لايزال يزاول هذه المهنة بكل راحةٍ وطمأنينة .

وبما أن “الشيء إذا زاد عن حده، إنقلب الى ضده”، فإن هذا هو الحاصل هذه الأيام، فـهذه الصحف أصبحت مثل “الهم على القلب”، وسرعة نشرها لـلأخبار بدون التأكد من المعلومة وهل هي صحيحة أم لا، وكذلك أغلبها تأخذ (الخبر الصحفي) من جانب واحد، وتغييب الرد من قِبل الطرف الآخر، ورغم كل هذا (الغباء الصحفي)؛ فـإن كل صحيفة تدعي الحياد والامانة الصحفية في المعلومة وسرعة نقل الأخبار، وأنها صاحبة السبق في الخبر، وأن لديها (المصادر الصحفية الخاصة بها)، وماتلبث الأيام حتى تثبت لنا أن هذه المصادر الخاصة – كما تدّعي – لم تكن إلا شائعات لم يتم التأكد منها ومن صحتها، والهدف منها التسويق للصحيفة بأي شكل من الأشكال . والملفت للنظر أن كُل من يملك “قرشين” ولا يعلم ماذا يفعل بها، فإن أول وأسهل عمل يقوم به هو إفتتاح صحيفة إلكترونية ووضع إسمة رُباعياً على “ترويسة” الصحيفة وصورته كذلك، وبمكان بارز لكي يراه الجميع، حتى لو كان هذا لايملك من المؤهلات إلا “ثانوية عامة ليلي”، وربما لم يسبق له أن سمع بالمهنية والموضوعية والحياد بحياته الإعلامية إذا جازت تسميتها بالإعلامية، وكل هذا من أجل المباهاة الإجتماعية فقط .

وبإمكانكم التوجة لمواقع هذه الصحف والتأكد بأنفُسكُم من مدى صحة كلامي، وأنا متأكد من أنكم سوف تقرؤون موضوع ما، في أكثر من صحيفة، وسوف تجدون أن عبارة “مصادر خاصة بالصحيفة” هو السمة الأبرز لأغلب هذه الصحف، ومع ذلك نجد الخبر يتنقل بين هذه الصحيفة وتِلك، ولاندري لمن الأسبقية في نشر الخبر، ومن بذل جهد كبير في صياغته وإعداده وتعب عليه، وتأتي صحيف أُخرى وتأخذ الخبر بكل سهولة ويُسر .

ولكي لانعمم هذا الكلام على جميع الصحف الالكترونية، فـ للأمانة هناك صحف قليلة جداً تتميز بطرحها الراقي والعقلاني، والالتزام بالمصداقية والحياد والموضوعية في الطرح، وهي معروفة وواضحة كـ الشمس في رابعة النهار لجميع القُراء، وقد لا أُذيع سراً إن قلت أنها لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة فقط، وهذا شيء خطير جداً، أن تتدنى المهنية لهذه الدرجة قياساً بعدد الصحف الذي يتجاوز عددها على أقل تقدير 2000 صحيفة إلكترونية حسب تصريح رئيس جمعية الإعلام الإلكتروني، منها 600 صحيفة مُصرح لها رسمياً، و 1300 تعمل بلا ترخيص .

التعليقات

م
ملكة الليالي عدد التعليقات : 3824 منذ 11 سنة

تشرفت انه اتابعك في توتير ومقالاتك جدا رائعه

اترك تعليقاً