الاعداد السابقة للصحيفة
الخميس14 نوفمبر

خادم الحرمين :الأمة الإسلامية تعيش حالة حرجة من الفتن والصراع المرير

منذ 11 سنة
0
6667
خادم الحرمين :الأمة الإسلامية تعيش حالة حرجة من الفتن والصراع المرير
خالد الحربي

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن “الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة حرجة من الفتن والصراع المرير حتى أصبح إزهاق الأرواح من كثرته وتكراره أمرا مألوفا لا يثير هولا ولا استفظاعا إضافة إلى ما تخلفه تلك الفتن والصراعات من هدم العمران وتردي الاقتصاد وتخلفه وتعرض الأفراد والأسر للعناء والمآسي وما يحل بالشعب السوري الشقيق منذ ثلاث سنين ما هو إلا مثال شاهد على ذلك”.

وقال الملك عبدالله في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة في افتتاح المؤتمر العالمي الثاني “العالم الإسلامي .. المشكلات والحلول” الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مقرها بمكة المكرمة اليوم إن هذه الحالة العصيبة التي أقلقت العديد من الأوطان الإسلامية وزعزعت أمنها واستقرارها وأضعفت التواصل بين دول العالم الإسلامي وشعوبه تستوجب ضرورة تكثيف بذل الجهود من المخلصين لنشر ثقافة التصالح والتسامح والاعتدال ودعم جهود التضامن لرأب الصدع الذي أصاب الصف الإسلامي والوقوف في وجه كل من يحاول المساس بديننا ووحدتنا.

وعبر عن أمله في أن يكون العلماء والدعاة وأصحاب التأثير الفكري والتوجيه الاجتماعي على قدر ما أتاهم الله من نعمة العلم والفهم والدراية بعلل الأمة وأدويتها وأن يساهموا بما يستطيعون في لم شملها ورأب صدعها ونشر ثقافة التصالح والحوار والوسطية بين مختلف فئاتها وأن يحذروا شبابها من الانزلاق في مسارب الغلو والعصبية للآراء أو الأحزاب أو الطوائف أو الانتماءات الخاصة.

وأشار إلى أن حرص المملكة العربية السعودية على تحقيق التضامن بين المسلمين أمر مستقر لا تتزحزح عنه ولا تتهاون فيه لأنه التزام ناشئ من الأسس التي قامت عليها فرعاية وحدة الأمة وتحقيق تضامنها أصل من أصول الكتاب والسنة اللذين هما دستور المملكة والأساس لأنظمتها كافة ..موضحا أن الانتساب لهذه الأمة يقتضي واجبات من العمل على إصلاح أحوالها والحفاظ على دينها ووحدة كلمتها والذب عنها ولا يمكن أن يحفظ لها دينها من دون سياج من اللحمة والتعاضد بين شعوبها وحكوماتها ودولها.

وأوضح أن التضامن الإسلامي تتحدد قيمته بالأهداف المتوخاة منه ومن أهمها جمع الكلمة وتوحيد الصف وإخماد بؤر الصراع وأسباب الفتن وتجميع قدرات الأمة على ما يصلح حالها ويبعد عنها الشرور ويرفعها إلى مستوى المشاركة العالمية في خدمة القضايا الإنسانية.

وشدد على أن العوائق كثيرة ولكنها تهون متى ما توافرت الاستعانة بالله والثقة بوعده بالعون والتوفيق وقد لا تؤتي المحاولة الأولى ثمارها من النجاح لكن ينبغي أن لا يثنينا ذلك عن إعادة الكرة وتكرار المحاولة.

وكان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أكد في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر أن الأمة الإسلامية اليوم تتعرض لمحن أليمة مما يستوجب على كل ذي تأثير فيها أن يساهم بما يستطيع في تجاوزها أو تخفيفها.

ولفت إلى أن التوعية بضرورة التضامن للأمة والعمل على تحقيقه مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والشعبية مبينا أن من أبرز العوائق أمام التضامن الإسلامي تتمثل في الواقع الإسلامي وتصور الحلول لمشكلاته بمنطلقات تتنكر لتراث الأمة الذي يختزن ثقافتها ويحافظ على هويتها الإسلامية المنطلقة من رسالة خاتم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

وأشار إلى أن التجارب في تاريخ الأمة المسلمة وحاضرها تؤكد على أن حالها لا تصلح بمناهج تعارض الدين والمنهج الذي جاء به في إدارة شؤون المجتمع ولا يمكن السير بها في نهضة حقيقية إلا ضمن إطارها الحضاري ومنظوماتها الثقافية ..مبينا أن من العوائق الخلاف بين فئات من المسلمين في توجهاتهم سواء أكانت سياسية أم فكرية أم دينية وهذا لا يعيق الأمة عن تحقيق التضامن وتنمية العلاقات الدولية الإسلامية فحسب بل يعد تحديا كبيرا للاستقرار الداخلي والتنمية الوطنية.

وقال التركي إن علاج ذلك يعتمد على ممارسة قدر كبير من الحوار بشروطه وضوابطه لتصحيح المفاهيم والتصورات الخاطئة وتهيئة جو من الاعتدال في الآراء والمواقف والتعامل مع المخالف وفضاء آمن للتعايش والتعاون بين أبنائها والتعامل بالأخلاق الإسلامية من إحسان الظن بالآخرين والإخلاص في الأقوال والأعمال واجتناب التنافس على الزعامة والنفوذ وتحري المصلحة الشرعية قبل المصلحة الدنيوية والمصلحة العامة للأمة والوطن الإسلامي كله على المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية.

ورأى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن مما يؤثر على وحدة الأمة التعصب الطائفي والحزبي الذي زاد انتشارهما محملا وسائل الإعلام ومؤسسات العلم والدعوة والثقافة مسؤولية كبيرة في تأصيل ثقافة التضامن في نفوس الناس وتحقيقه في مختلف المجالات والتخصصات وتحذير الأمة من التحزب والطائفية المثيرة للعداء.

التعليقات

اترك تعليقاً