في كل مرة..
كومة المفاتيح ،يجب علي تجريب كل مفتاح فيها وسيكون آخر مفتاح أجربه هو ما أريده!!
وربوة الورق على مكتبي يجب أن أفتشها ورقة ورقة والأخيرة هي من أبحث عنها!!
مفاتيح الكهرباء المصطفة بأناقة على الحائط سأفتحها واحدا تلو الآخر والأخير سيكون المفتاح الذي أحتاجه!!
والغريب أنه حتى لو تلاعبتُ وأمسكتُ بالأخير وجربته في البداية سيتحول لخيار أول غير صحيح!!
يا إلهي.. هل ذلك مكتوب علي أنا فقط ؟! أم أنه أمر يحدث مع غيري من الناس؟
وهل في ذلك إشارة إلى أنه يجب علينا أن نجرب كل الخيارات والأخير فقط هو الخيار الصحيح؟!
هل يجب علينا تجريب كل الناس كي نصل للشخص المناسب !! هذه فعلا نظرية مرعبة .. ففكرة التعامل مع الناس على أنهم خيارات خاطئة متتالية ترهقك وتكلفك الكثير من الوقت والمعنويات فضلا عن التكرار الأحمق.
مثلا.. تخيل لو أنك تريد اكتشاف الشخص الجدير بثقتك والذي تعتبره بئر أسرارك و سندك.. فتشرع في اخضاع كل من حولك في اختبار كأن تحكي له بعضا من داخلك وتستسره عليه وأنت متأكد أنه سيفشي السر لأنه خيار أول !! ثم تُخضع الثاني لنفس الاختبار ، وهكذا مع الثالث والرابع والخامس و و و.. وكلهم سيفشون أسرارك.. حتى تصل لآخر شخص أتاحت لك حياتك لقائه ومعرفته.. وستراقب وقتك يُهدر و نفسك تُستهلك وأنت مستمر بتجربة كل شخص مستجد في حياتك، والخيارات أيضا مستمرة بالإخفاق !! هل رأيت أكثر من ذلك حماقة ؟!
وبما أننا عرجنا إلى الثقة، وجه لنفسك هذه التساؤلات:
هل الثقة بالناس لا تتحقق إلا بعد موقف وتجربة؟!
هل أنت ممن يجتهد في ايقاع كل من حوله في تجارب واختبارات كي تعرف من تستبعده أو تثبتًّه في قائمتك ؟
في رأيي:
إذا كنت تثق بالناس لمجرد أنه لم يصدر منهم ما يعيق الثقة؟ فأنت حسن الظن ومسالم.
إذا كنت ممن لا يثق بالناس إلا حين يصدر منهم ما يثبت أهليتهم بالثقة؟ فأنت منطقي.
إذا كنت ممن يثق به كل من حوله بينما أنت لا تثق بأحد؟ فأنت مختلف وتفقد الأمان.
إذا كنت ممن لا يثق الناس به وهو أيضا لا يثق بأحد؟ فأنت مريض.
التعليقات
جميل استمتعت بالقراءة استاذة مريم .. في هذا الزمن قل من يستحق الثقة
مقال جميل جداً
الاخت / مريم …… مقال بطرح فكري متمكن يمكن الوقوف عند كل مدخل.
في رأيي أن الشعور بالإخفاق و الفشل ينتاب الفوضويين من البشر ..!
فهل سأل أحدنا نفسه هل هو على قدر كبير من الثقة أم أنه كغيره سيفشي بعضا من الأسرار بحسب المعطيات والنتائج إذاً فدائرة الثقة ربما تكون قريبة منك من جانب وبعيدة عن غيرك والعكس بالعكس .. وعلى هذا فالجميع بلا استثناء يمسك بيده كومة من المفاتيح ولكن يبقى التفوات فيمن دأبه الفوضى ومن يؤمن بالتناقضات وأنها من سنن الحياة فيستمتع بلملمة أوراقه وتصفيفها في كل مرة تجتاحها هذه الفوضى .
أقل ما يقال عنه رائع
ان كان للطرح الراقي عنوان فهو مريم مباركي
أجبرتيني على قراءة المقال اكثر من مرة مع تأملات اشكرك من القلب
اعتقد ان الثقة مسألة نسبية تكتسب مع مرور الوقت …
مقال رائع أستاذة مريم يستحق القرأة بتعمق ..
مقاله رائعة وافكار تستحق التفكير فيها
بداية الدخول للفكرة كمان روووعة جدا
اترك تعليقاً