أثارت صورة “سيلفي” التقطها قرد لنفسه نزاعا قانونيا بين موقع ويكيبيديا الشهير الذي يعرضها بالمجان، والمصور البريطاني صاحب الكاميرا والذي يطالب الموقع بإزالة الصورة التي يقول إنه يملكها.
وتقول مؤسسة ويكيميديا، التي تدير موقع ويكيبيديا، إن المصور البريطاني صاحب الكاميرا، ديفيد سلاتر، لا يملك حقوق الملكية الفكرية لهذه الصورة لأنه لم يلتقطها بنفسه.
كان سلاتر في رحلة إلى غابات إندونيسيا قبل ثلاث سنوات حينما كان يلتقط صورا لقرود المكاك من حوله، لكنه فوجئ بقرد اختطف منه الكاميرا وأخذ يعبث بها.
وقبل أن يتمكن سلاتر من استعادة الكاميرا، كان القرد قد التقط لنفسه العديد من الصور، والتي كان من بينها الصورة التي حققت له شهرة واسعة في عالم الصور الذاتية المعروفة باسم “سيلفي”.
وقالت كاثرين ماهر، المتحدثة الرسمية باسم مؤسسة ويكيميديا، لبي بي سي إنه بموجب القانون الأمريكي، ليس هناك حقوق ملكية فكرية لغير الآدميين، وأضافت أن القرد هو صاحب هذه الصورة، وبالتالي لا أحد يملك حقوق الملكية الفكرية لها.
وعلى هذا الأساس، رفضت المؤسسة طلبات عديدة تقدم بها سلاتر لإزالة الصورة من على موقعها الشهير ويكيبيديا.
وتقول المؤسسة إن الصورة دخلت المجال العام وإنه لا يملك أحد الحقوق الفكرية لها، وبالتالي – كما تقول الشركة – فهي غير ملزمة بدفع أي أموال مقابل نشرها على موقعها.
لكن سلاتر يقول إنه يملك هذه الصورة التي التقطت من كاميرته الخاصة وإن نشرها بالمجان على موقع ويكيبيديا يُسبب له خسائر مالية كبيرة لأنها أصبحت متاحة لأي شخص ليعيد نشرها دون أن يدفع له أي مقابل.
ويعتزم سلاتر رفع قضية أمام المحاكم الأمريكية، ويقول إن موقع ويكيبيديا لم يدرك أن قراره بنشر الصورة كان يتطلب حكما قانونيا من إحدى المحاكم.
وقال سلاتر لصحيفة ديلي تليغراف البريطانية: “لقد كلفتني رحلتي إلى إندونيسيا نحو ألفي جنيه استرليني من أجل التقاط مثل هذه الصور لقرود المكاك، وذلك بالإضافة إلى نحو خمسة آلاف استرليني هو ثمن المعدات الصحفية التي كنت أحملها، وقيمة التأمين التي دفعها، وبرامج الكمبيوتر التي استخدمتها لمعالجة مثل هذه الصور.”
وأضاف سلاتر: “إن التصوير مهنة مكلفة جدا ويجري الاعتداء عليها حاليا، وهم بذلك ينتزعون منا أرزاقنا.”
لكن ماهر، المتحدثة باسم ويكيميديا، لا تتفق مع سلاتر في ذلك، وتقول إنه لا يملك حق الملكية الفكرية لهذه الصورة لأنه لم يلتقطها بنفسه، وتعتقد أن القانون الأمريكي يقف في صفها.
التعليقات
حتى الحيوانات
اترك تعليقاً