الاعداد السابقة للصحيفة
السبت21 سبتمبر

السعوديون والأوسكار أكثر من علاقة انبهار بالمنتج الأميركي

منذ 10 سنة
2
2423
السعوديون والأوسكار أكثر من علاقة انبهار بالمنتج الأميركي
وكالات

يتطلع السعوديون للحفل السابع والثمانين لجوائز الأوسكار الذي أقيم في هوليوود، وأسدل الستار عن توزيع جوائزه، بكثير من الترقب والانتظار، في بلد لا يعرف وجود صالات للعرض السينمائي.

ويحظى الأوسكار بمتابعة عالية بين الشباب السعودي، وهو يكشف عن مفارقة هائلة، إذ لا يتاح لهؤلاء الشباب مشاهدة الأفلام الفائزة أو المرشحة داخل قاعات للعرض في مناطقهم السكنية، لكنهم يحظون بمشاهدة عالية للأفلام الجديدة وخصوصا الحائزة على جوائز الأوسكار عبر الشاشة الفضية بواسطة اشتراكات فضائية مدفوعة التكلفة، أو عبر السفر إلى البلدان المجاورة.

والأوسكار يعني للسعوديين مناسبة لاختيار أحسن الأعمال السينمائية والفنية، باعتبار أن الجائزة تمنح هذه الأعمال علامة الجودة، لكنّ نقادا سعوديين يقولون إن المُشاهد السعودي وقع فريسة آلة التسويق الإعلامي التي تمكنت من توجيه خياراته وتحديد ذائقته الفنية، وهم يقولون إن جائزة الأوسكار برمتها صُنعت لغرض تجاري ولذلك فهي أهملت الأفلام ذات القيمة الفنية العالية التي لا تنتمي إلى الثقافة الأميركية.

ويُظهر الاهتمام بالأوسكار سعوديا قصة السينما هناك، فعلى الرغم من غيابها رسميا فإنها تحظى بشعبية عالية، وتحوز اهتمام الشباب في المشاهدة والإنتاج والتأليف والتمثيل، وحاليا هناك مهرجان للأفلام السعودية في الدمام شرق المملكة يشارك فيه 66 فيلما.

اهتمام السعوديين بالأوسكار وبمتابعة السينما العالمية عموما يصفه الناقد السينمائي السعودي فهد الأسطا بـ«المدهش»، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «إذا تحدثنا عن الاهتمام بالسينما بشكل نسبي يمكننا القول عندها إن السعوديين قد يشكلون الاهتمام الأول بين شعوب العالم»، ويضيف: «إننا نتحدث عن شعب لا يمتلك سينما ولا قاعات عرض ولا يملك إمكانية الوصول لمشاهدة الأفلام العالمية بشكل سريع، وبالتالي فهو أيضا شديد الاهتمام والمتابعة والتعرف على كل ما هو جديد في السينما العالمية.

ويقول الناقد السينمائي السعودي خالد ربيع، لـ«الشرق الأوسط» إن «السعوديين مثلهم مثل بقية شعوب الشرق الأوسط، وكمختلف شعوب العالم الثالث، لديه انبهار بما تنتجه آلة السينما الأميركية وبالتالي بجائزة الأوسكار»، ويضيف: «هناك اهتمام كبير وواسع سواء من الجمهور أو المثقفين والنقاد بمشاهدة الأفلام الحائزة على جوائز الأوسكار، أو حتى المرشحة، أما النخبة من المتذوقين فلا يعني لهم الأوسكار شيئا بمقدار ما يعني لهم فن السينما برمته. لذلك هم يتابعون أفلاما من ثقافات أخرى كالبرازيل وكوريا واليابان وإيران وإسبانيا وغيرها».

يقف الناقد السينمائي خالد ربيع موقف الضد من جائزة الأوسكار، وهو يرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الأوسكار «تمثل منظومة سينمائية طبختها الآلة السينمائية لهوليوود من أجل تسويق منتجاتها من الأفلام، وهي جائزة تهدف إلى الترويج لأفلام معينة بغرض التسويق وزيادة الترويج مما يرفع من دخلها وإيراداتها»، وهو يرى أن النتيجة «أن هذه الصناعة الهوليوودية حجمت عقول المشاهدين في نوعية معينة من السينما».
وبرأي الناقد السينمائي فهد الأسطا فإن الأوسكار تمثل واحدا من المعايير الهامة التي يستخدمها المشاهد السعودي للتعرف على الأفلام، ولكنه لا يمثل الجانب الأهم في تحديد الخيارات، ويضيف: «يتمتع المشاهد السعودي بشخصية واضحة تتيح له تحديد خياراته بعيدا عن تأثير الجوائز والتسويق، وعلى العكس فإن كثيرا من المشاهدين أصبح لديهم اعتداد متزايد وسلبي بهذه الشخصية».

برأي فهد الأسطا فإن الفيلم العالمي يقطع مسيرة لا تزيد على شهرين حتى يصل بنحو واسع إلى أيدي الجمهور السعودي، ويتعرف المشاهدون عبر وسائل التواصل الاجتماعية على هذه الأفلام كما يتبادلون أفكارا بشأنها نقدا وتقييما.

ولا يتفق الأسطا مع الرأي القائل إن الاهتمام بالأفلام الأميركية فوت الفرصة على الأعمال السينمائية العالمية، وقال إن حركة الترجمة التي يشارك بنحو فاعل فيها شباب سعوديون قربت الطريق لمتابعة ومشاهدة الأعمال السينمائية من مختلف الثقافات، ويضيف: «لكن السينما الأميركية تحتل موقعا متقدما بسبب ظاهرة العولمة التي تحوز فيها الثقافة الأميركية جائزة السبق بين الثقافات العالمية».
وبرأي المخرج طارق الخواجي فإن السعوديين يتجاوبون مع الأوسكار مبكرا، في ما يطلق عليه «الطريق إلى الأوسكار»، وهم متابعون جيدون لحفل «غولدن غلوب» (Golden Globe) إذ يعطيهم على الأقل بعض التوقعات المبدئية في ما يتعلق بجائزة الأكاديمية الأميركية لحفل توزيع الجوائز السنوي للأفلام، وهي أرفع جائزة في أميركا في هذا المجال.

ويضيف الخواجي: «لا شك أن التعثر بهذه الجائزة يأتي من خلال البحث عن الأفلام المرشحة في القائمة الأولى، وباعتبار أن الفيلم الفائز هو غالبا الفيلم الأكثر متابعة سواء أكان ضمن القائمة المرشحة للجائزة، أو في غيرها».

وعن تأثير مهرجان جوائز الأوسكار على المشاهد السعودي يقول الخواجي: «المشاهد السعودي يتعرض بكثرة للإنتاج الأميركي السينمائي الذي يعتبر الأكثر عالميا، وذلك إذا أغفلنا السينما الهندية».

ويلاحظ الخواجي أن هناك كثيرا من الأفلام الأجنبية الجيدة التي لا تحظى بالعناية، لأن الإعلام يهتم بالجانب المرشح منها للجوائز دون سواه، مما يفقد أفلاما ذات صناعة متميزة حظها من المتابعة والاهتمام، مثل فيلم «الجنة الآن» (فيلم فلسطيني للمخرج هاني أبو أسعد صدر سنة 2005، أو فيلم «السر في عيونهم» (فيلم أرجنتيني للمخرج خوان خوسيه كامبانيلا، أنتج عام 2009). ويخلص الخواجي إلى القول إن تأثير الأوسكار في تحديد خيارات المتابعة والمشاهدة لدى السعوديين هو تأثير يقوم على طغيان الثقافة الأميركية المؤثرة على الثقافات العالمية بشكل عام، وعلى تأثير ما يصطلح عليه بـ«العولمة» في صورها الأشد وضوحها، المتعلقة بالأثر الفني للأعمال والكتب البارزة واللوحات المشهورة، وكذلك بالسينما.

التعليقات

ل
لايكثـــــر عدد التعليقات : 19247 منذ 10 سنة

هههههههههههه صورة فيلم مناحي

ا
ابو محمد عدد التعليقات : 134405 منذ 10 سنة

خير ان شاء الله … موفقين خير …….

اترك تعليقاً