سجلت شخصيات البرنامج التعليمي “افتح ياسمسم” أمس حضوراً لافتاً عند تقديمهم لجمهور وزوار مهرجان “حكايا”، الذي نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات، وحظي بإقبالٍ جماهيري كبير تجاوز 33 ألف زائر خلال الثلاثة أيامٍ الأولى، ومرشحة لتبلغ الضعف وأكثر حتى إسدال الستار وإعلان ختامه مساء اليوم.
واستطاعت شخصيات البرنامج التعليمي الخليجي الشهير التي رافقت جيل الثمانينات الميلادية (نعمان، ميسون، قرقور، كعكي) أن تجسد مساء البارحة حجم التأثير الذي تركته، عندما تجلى ذلك التأثير على ملامح زوار من ذلك الجيل، باتوا اليوم آباءً وأمهات، بل زاد حضور تلك الشخصيات ومدى تأثيرها، عندما استحضر أولئك الآباء والأمهات ذكريات دفعتهم لمسابقة الصغار لتبادل التحايا مع هذه الشخصيات، التي لم ينسى بعض الزوار ضحكاتهم وأهازيجهم وطرائفهم والمبادئ التي استطاعوا غرسها، لتنبت داخل ذلك الجيل وقود إنجازٍ ونجاح، يتمنون أن تتكرر بأسلوب شخصيات المسلسل الجديدة أمثال (شمس، راشد، أمل) التي تحاول هي الأخرى أن تأخذ من الشخصيات القديمة قدوات في حجم التأثير الذي تتمنى أن تتركه على جيل اليوم (الصغير)، رغم كثرة التحديات التي تواجههم بمزيد الخيارات المتاحة للطفل عن ذي قبل.
ولفت نظر الحضور لمهرجان “حكايا” في نسخته الأولى، إطلاق الأطفال مسمى “افتح ياسمسم” على المهرجان، بسبب حماسهم وشغفهم للقاء الدمى والشخصيات التي ربما أسهم فيه الآباء والأمهات الذين رافقوا نسخاً سابقة من البرنامج، ولكن سرعان ما يستعيد شعار المهرجان الأصلي “حكايا” مكانته لدى الأطفال، الذين وجدوا من خلال أركانه المنوعة جملة من الجرعات التعليمية التي قدمت في قالبٍ ترفيهي جذاب للأطفال الذين رسموا بعضهم ملامح الدهشة على والديهم باكتشاف ما يملكونه من مخزونٍ إبداعيٍ كبير، استطاع المتخصصون القائمون على ركن (مصنع حكايا) إظهاره عبر قسم (نكتب) لتعليم فن كتابة القصص أو قسم (نرسم) لتعليم فن رسم شخصيات الحكايا أو قسم (نروي) لتعليم فن إلقاء القصص والحكايات أو قسم (نحرك) لتعليم فن تحريك الرسوم في الحكايات، لتنتهي بعد ذلك رحلة لأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً في (مصنع حكايا).
هذا التسلسل الذي جاء بناءً على دراسات علمية تربوية بحسب المتخصصين الذين يتعاملون مع هؤلاء الأطفال داخل (مصنع حكايا)، أسهم في اكتشاف أن 20% من الأطفال زوار المصنع موهوبين، ولديهم القدرة على المضي قدماً ليكونوا مبدعين في عددٍ من المجالات، متى وجدوا الاهتمام وصقل موهبتهم وتوفير السبل لتطويرها.
وبذات النسبة 20% يكون الموهوبين في ركن “حكايا شباب” الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً، من خلال 5 أقسام، تتمثل في (نكتب، ونرسم، ونروي، ونحرك، وننتج)، بحسب القائمين على هذا الركن، الذين يعملون على الوقوف على مستويات الموهبة لدى الشباب الزائر للركن، لمعرفة مدى إمكانية أن تتفتق الموهبة فترتقي لدرجة مبدع، فيكون فرداً ضمن مجموعة شباب زاروا الركن وأثبتوا جدارتهم لبلوغ الإبداع، وتعمل اللجنة المنظمة لـ “حكايا” على تنظيم دورة مكثفة لهم لمدة 15 يوماً، تشمل ورشاً تدريبية عملية، في دولة عربية اشتهرت بإنتاج أفلام الرسوم المتحركة، من شأنها تأسيس المبدع ليواصل طريق الإبداع، ويكون رافداً لنهضة وطنه في المجال الذي يبرع فيه.
وأكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أن فعاليات “حكايا” عبر الأركان التفاعلية، أسهمت كثيراً في تزايد الزوار يومياً، إلى جانب تنوعها، ومخاطبتها جميع أفراد الأسرة، الذين لن يحتاجوا للتفكير طويلاً لإيجاد الفعالية المناسبة لهم، واستندت اللجنة في هذا الاستنتاج إلى الإحصائيات التي سجلت طوال أيام المهرجان الخمسة، التي بدأت بـ 7600 زائر وزائرة في يومها الأول بينهم 2300 طالب وطالبة، بينما ارتفع العدد إلى 11200 زائر وزائرة في ثاني الأيام، بينهم 3600 طالب وطالبة، ليزيد عدد الحضور في ثالث الأيام ليتجاوز 14200 زائر وزائرة، وهكذا ظل عدد الحضور متصاعداً حتى أسدل “حكايا” الستار على نسخته الأولى بحضور ما يقارب 60 ألف زائر وزائرة، مما يؤكد أن تكرار الحكاية بـ “حكايا” العام المقبل بات أمراً مشجعاً بل ملحاً، وهو ما كشفت عنه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
وقدمت شخصيات فعّالة ومؤثرة بأسلوبها القصصي جملة من القصص والتجارب التي حاكت زوار المهرجان من الفئة الأكبر سناً من تلك التي وجدت نفسها في (مصنع حكايا) وفي (حكايا شباب)، وركزت في قصصها على أحداث معاشة في الحياة اليومية أحياناً، أو من تراث الآباء والأجداد في أحيانٍ أخرى، مراعين طريقة الطرح القصصي المشوق، الذي تميز به الراوي محمد الشرهان، والدكتورة فاطمة خوجة.
ولم تخلو القصص التي قدمت في ركن (حكايا وطن) من رحلة إلى الماضي الجميل الذي ما أن يطرق أبوابه الراوي أو القاص، حتى يبدأ الزوار حجز مقاعد خصصها المنظمون لرواد هذا الركن، ولا تكاد تأخذ القصص مناحٍ درامية، إلا ويواكبها بحث بعض الزائرين عن مقاعد إضافية، يمكن الجلوس عليها للاستماع لما تبقى من حكايا الراوي، وقد يضطر البعض لاستكمال (حكايا وطن) واقفين.
وبدا لافتاً توقف عدد كبير من زوار مهرجان “حكايا”، أمام فعالية المسرح، التي تقدم عروض مسرحيات “افتح يا سمسم”، التي قدمت على فترتين، تسبقها جملة من الألعاب الخفيفة المسابقات التي خصصت للأطفال، وتضفي أجواء تنافسية جميلة، وتكسر لدى بعضهم حاجز الخجل الذي قد يؤثر على إمكانياته الشخصية، ذات العلاقة بموهبته أو انخراطه في مجتمعه.
يذكر أن مهرجان “حكايا” سعى في المجمل إلى ربط مختلف شرائح المجتمع بالقراءة، خصوصاً فئة الأطفال، عبر تحفيزها على التخيل والابتكار في صناعة القصة، وتعلم كتابتها، ورسم لوحاتها، وتصور مشاهدها، والاستمتاع بمتابعتها، إضافة إلى اكتشاف المواهب ودعمها للإبداع في الكتابة القصصية التفاعلية، وتنمية روح الحوار والتواصل، والتعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي، وتدريب الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال كتابة القصص،
والاستفادة من التقنية الحديثة في المزج بين الماضي والحاضر وإعداد القصص التفاعلية المفيدة وتطوير آليات عرضها.
التعليقات
بايخ بايخ بايخ ……
شوفونها على قناة براعم …..
من جد مصدي. ..
القديم احلى وأجمل منه. …
رجوعكم لافتح يسمسم ظليل افلاسكم بالبرامج امريكا سيمسم ستريت ولا بدون رجعه ونتم تبحثون عن اوارق الماضي ..الان الايفون والايبود والايباد والجولات الذكيه وانتم افتح يسمسم اجل باقي السندباد وقرانديز والعملاق وستيف اوست
اترك تعليقاً