رعى أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، مساء اليوم حفل افتتاح مؤتمر الزهايمر الدولي الثالث بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض “الشريك الاستراتيجي التقني”، وذلك نيابة عن الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر، الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود.

وذكر الأمير فيصل بن بندر في كلمة ألقاها نيابة عن الأمير أحمد بن عبد العزيز: “يشرفني أن ألقي هذه الكلمة نيابة عن الأمير أحمد بن عبد العزيز، وأن أنوبه – حفظه الله – بحضور هذا المؤتمر.

وقال : “نحمد الله سبحانه وتعالى على ما حبا به بلادنا من نِعَم عظيمة، في مقدمتها نعمة الإسلام (دين التراحم والرحمة)، وأن هيأ لها قيادة حكيمة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ونحمده – جل في علاه – على ما وهبه لأبناء هذه الأرض الطيبة من حب للخير والبر والتكافل.

وأضاف: “إن هذه الجمعية التي تستقبلنا الليلة في افتتاح هذا المؤتمر الحيوي هي نموذج لبلورة قيم التكافل والتراحم في المجتمع السعودي واقعًا معاشًا عبر عمل مؤسسي، يقدم منظومة من البرامج العلمية وخدمات الرعاية والتوعية، تفيد المجتمع بأسره، فقد حظيت هذه المؤسسة الخيرية منذ انطلاقتها قبل سبع سنوات بتفاعل القطاعات كافة، حكومية كانت أو أهلية أو منشآت تجارية أو أفرادًا متطوعين؛ الأمر الذي أسهم في إحداث نقلة ملموسة في التعامل مع مرض الزهايمر”.

ورحب بضيوف المؤتمر، وتطلعً إلى أن يحقق المؤتمر أهدافه، ومشيدًا بالمشاركة المتميزة للكفاءات الوطنية في المؤتمر، وقال: “اسمحوا لي أن أرحب بضيوف هذا المؤتمر من العلماء والخبراء والمشاركين الذين تحملوا مشقة السفر، ليسهموا في إثراء نقاشات هذا الملتقى برصيد خبراتهم وعلمهم، ويقدموا للمهتمين والعاملين في مجال الزهايمر آخر ما توصلوا إليه من إبداع واكتشاف، متمنيًا لهم طيب الإقامة في بلدهم الثاني (المملكة العربية السعودية)، كما أتطلع إلى أن يثمر هذا المؤتمر نتائج تحقق ما نصبو إليه من أهداف، سواء على صعيد تحجيم الآثار السلبية للزهايمر، أو توفير مظلة من الرعاية الشاملة للمصابين به.

وأكمل : “ولعل ما سرَّني كثيرًا الحضور المتميز من الأطباء والمتخصصين السعوديين الذين يمثل هذا المؤتمر فرصة لهم ولنا؛ لإطلاع العالم على ما تحقق من مجهودات لخدمة المرض والمرضى ومقدمي الرعاية لهم في وطننا، كما لا يفوتني أن أشيد بجهود الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، فلها الشكر والتقدير”.

وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية لسمو رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، الأمير سعود بن خالد، رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض والحضور من ضيوف المؤتمر.د

وقال في كلمته مستعرضًا بعضًا من إنجازات الجمعية المهمة: “لقد سعت الجمعية إلي ترسيخ قاعدة علمية معلوماتية لبرامج التصدي لقضية الزهايمر، وتبنت في سبيل ذلك إستراتيجية متعددة المحاور، من بينها بناء جسور من التعاون مع القطاع الأكاديمي والجامعات ومراكز الرعاية العالمية، وكذلك الاستنارة بخبرات نخبة العلماء في العديد من دول العالم، ونجحنا بتوفيق من الله في بناء شراكات علمية، نجني ثمارها الليلة من خلال هذا الحضور والتفاعل المميز مع المؤتمر.

وقدم الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين لما يوليه من دعم ومساندة لرسالة الجمعية، ولأمير منطقة الرياض لتفضله برعاية المؤتمر في إطار ما يوليه من دعم ورعاية لفكرة الجمعية وبرامجها منذ تأسيسها، كما وجّه الشكر والتقدير للشركات والمؤسسات التي تفاعلت مع هذا المؤتمر، ولكل من أسهم في الإعداد له.

وألقى الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية كلمةً، نوه فيها بالمشاركة البناءة لمكافحة مرض الزهايمر في برامج تتضافر فيها الجهود الطبية والاجتماعية والإنسانية، وذلك في ظل تعاظم الاهتمام بهذا المرض في العقود الأخيرة، وبَذْل الباحثين جهودًا كبيرة للتعرف على العوامل الحيوية المحددة له.

وقال: “لقد حفز فك الشفرة الوراثية للإنسان قبل خمسة عشر عامًا الباحثين في إنحاء العالم للتعرف على الخلفية الوراثية للأمراض، ومنها مرض الزهايمر، وفي هذا الصدد قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية قبل ثلاث سنوات بإطلاق برنامج الجينوم البشري السعودي، الذي سوف يؤدي – بإذن الله – إلى إيجاد ممارسات طبية متقدمة في التعامل مع الكثير من الأمراض، منها مرض الزهايمر، وللأهمية التي يحظى بها هذا البرنامج من قِبل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – يحفظه الله – فقد تم اعتماد برنامج الجينوم البشري السعودي، بوصفه أحد برامج التحول الوطني 2020.

وأوضح: “وفقًا لخطة البرنامج، فقد باشرت المؤسسات البحثية والطبية المعنية في السعودية تجهيز مختبرات وطنية متخصصة، وإعداد فريق بحثي وطني قادر، وبناء قاعدة معلومات عن عدد من الأمراض الوراثية بالسعودية، ويعمل الفريق الوطني حاليًا بالتعاون مع عدد من المختصين بمرض الزهايمر للتعرف على الشفرة الوراثية للمرض، ومحاولة إيجاد دلالات (وراثية) محددة عنه، والكشف عن طرق تشخيصية وعلاجية دقيقة له، وكلنا أمل بأن تتوج جهود الشراكة القائمة بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والمراكز الطبية المتقدمة، مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومدينة الملك فهد الطبية والمراكز الأخرى والجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر، باكتشاف طرق تشخيصية وعلاجية وأساليب مساندة، تساهم – بإذن الله – في علاج المصابين به، وتخفيف معاناتهم، ودعم أسرهم”.

وشهد المؤتمر توقيع عدد من اتفاقيات التعاون مع كل من: الشركة السعودية للكهرباء، ووقعها عن الشركة الدكتور صالح العواجي رئيس مجلس الإدارة، والبنك السعودي للاستثمار، ووقعها عنه الأستاذ عبد الله بن جمعة رئيس مجلس الإدارة لـ(برنامج واو الخير)، وموطن القابضة، ووقع عنها الشيخ عبد الله القحطاني رئيس مجلس الإدارة، وطيران ناس، ووقع عنها بندر الحسن الرئيس التنفيذي بالإنابة، والمؤسسة الخيرية للرعاية المنزلية، ووقعت عنا الأميرة عادلة بنت عبد الله آل سعود، وأكاديمية دلة للعمل التطوعي، ووقع عنها أيمن فلمبان، ومجموعة عبد المحسن الحكير القابضة، ووقعها عن المجموعة سعادة ماجد الحكير.

وكرم الحفل عدد من الجهات والأفراد الذين قدموا دعمًا للجمعية والمؤتمر.

ورفعت نائب رئيس مجلس الإدارة رئيسة اللجنة التنفيذية للجمعية رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر، الأميرة مضاوي بنت محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، الشكر نيابة عن مجلس إدارة الجمعية ومنسوبيها كافة إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد ولحكومة السعودية، لما حظيت به الجمعية من مساندة ورعاية كريمتَيْن.

وأعربت عن عظيم التقدير والامتنان للأمير أحمد بن عبد العزيز، الرئيس الفخري للجمعية؛ لما قدمه لهذه الجمعية من دعم ومساندة، كان لهما أثرهما المباشر في إرساء قواعد الجمعية، وانطلاق أنشطتها وبرامجها. وثمنت سموها حضور ودعم الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز حفل تدشين فعاليات مؤتمر الزهايمر الدولي الثالث، ووصفت ذلك بأنه “صورة متميزة من تفاعل ومساندة الدولة لمؤسسات العمل الخيري بوجه عام، وجمعية الزهايمر على وجه الخصوص”.

وذكرت: “إن ما أنجزته الجمعية خلال عمرها القصير ما كان ليتحقق لولا توفيق من الله، ثم تضافر الجهود الرسمية والشعبية؛ ما كان له الأثر في تعزيز مسيرة الجمعية، ومواصلة مسيرتها، وتحقيق العديد من الأهداف التي نسعى إليها، التي تمثل صورة رائعة من صور تكافل وتعاضد المجتمع السعودي، وتجسيدًا لتكامل جهود قطاعات وفئات عديدة في عمل الخير، ومساندة جهود الدولة في تلبية احتياجات المجتمع”.

وقالت: “إن الجمعية منذ تأسيسها عكفت على وضع أهداف واضحة، تمثلت في رفع مستوى الوعي العام بمرض الزهايمر، عبر تثقيف شرائح المجتمع المختلفة حول المرض، من خلال جميع وسائل الإعلام والاتصالات الممكنة. وأيضًا تقديم الدعم والمساندة لمرضى الزهايمر، وتحسين المستوى الصحي والمعيشي لهم، وكذلك تقديم الدعم والمشورة لعائلاتهم، والعمل على تشكيل حلقة وصل بين عائلات المصابين من جهة ومقدمي الرعاية من المراكز المتخصصة ومصادر العلاج والمساندة الممكنة من جهة أخرى”.
وتم استعراض بعض ملامح ما حققته الجمعية من إنجازات خلال المرحلة الماضية، مشيرة إلى أن الجمعية في سعيها لتحقيق أهدافها عملت من خلال مسارات عدة، ففي مجال توعية وتثقيف المجتمع بادرت الجمعية بتبني حملة وطنية شاملة في أرجاء السعودية كافة، كما نظمت الكثير من الأنشطة والبرامج في الإطار نفسه، وعقدت الندوات والمحاضرات، ونظّمت ورش العمل التي استهدفت بها القطاعات الحكومية والخيرية والخاصة.

وبالنسبة لتطوير الرعاية الصحية للمسنين، والإفادة من تجارب الآخرين في مجال تقديم الخدمات لهذه الفئة ومقدمي الرعاية لهم، عملت الجمعية من خلال لجنتها العلمية الطبية على تأسيس سِجل وطني وقاعدة بيانات، كما عملت على تعريب أدوات التشخيص والقياس لمرضى الزهايمر بالتنسيق مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.

وسعت الجمعية إلى خلق تكتلات قوية مع قطاعات العمل الخيري في مناطق السعودية كافة، وذلك لبسط مظلة من التوعية والتثقيف والرعاية بأقل جهد وتكاليف، إذ عملت على تفعيل الإستراتيجية الوطنية لتكامل العمل الخيري وطنيًّا رغبة في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشرائح المستهدفة بأعمال الجمعية والمحتاجة لمساندتها، وتم توقيع اتفاقيات تعاون مع تلك القطاعات، تنص بنودها على القيام بأدوار مساندة ومعاضدة في تنفيذ أنشطتها وبرامجها، ودعم ورعاية المرضى في تلك المناطق.

واهتمت الجمعية بالعمل التطوعي، ونشر ثقافته، والاستفادة من الجهد التطوعي؛ فعملت على منهجته، وأنشأت لجنة خاصة به، ونظمت عددًا من الأنشطة اللامنهجية تزامنًا مع اليوم العالمي للتطوع، تبرز الجمعية من خلالها دور المتطوعين في مساندة الأعمال الخيرية، وعمدت الجمعية إلى إصدار “دليل التطوع” الذي يشتمل على مقدمة تعريفية عن التطوع، وحقوق وواجبات المتطوع، والفرق التطوعية، وكذلك ميثاق التطوع الذي يمنح الفرصة للمتطوع أو المتطوعة اختيار المجال الذي يريد أن يتطوع فيه.

ووجَّهت سمو الأميرة مضاوي الشكر والتقدير والعرفان إلى كل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، وعلى رأسهم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث، والداعمون كافة من شركاء الجمعية الإستراتيجيون، وكذلك شركاء العطاء وشركاء النجاح، والشركاء الإعلاميون، وشريك البوابة التكنولوجية، وأعضاء الجمعية، والمتطوعون والعاملون فيها على ما بذلوه من جهد مقدر.