اعتاد سكان جبال خولان بمنطقة جازان على التزين بالزهور والنباتات العطرية على رؤوسهم، والمعروفة باسم “عكاوة”، ويدخلونها إلى زيهم اليومي والرسمي,

ويأتي ذلك كتقليد أصيل مازال متوارثاً منذ مئات السنين، وصار رمزية وهوية سياحية لجنوب السعودية، ويجد إقبالاً كبيراً من الرجال أكثر من النساء.

وقال الباحث في تراث خولان الدكتور حسن المدري الفيفي في حديثه لـقناة” العرببة”، “إنها زينة الرجال الوحيدة بينما لدى النساء العديد من مظاهر الزينة، كما أن المرأة قد تكتفي بالطوق الزهري الأصفر أو الأحمر أو المخلوط منهما، وقد تضع فتيت القاسي من تلك الزهور بين أعطاف ملابسها لتبقي شذاها عَبِقا على الدوام”.

وأوضح أتن سبب تزيين الرجال رؤوسهم بالزهور: “لدى سكان خولان عادات وتقاليد بترك الشعر دون حلاقته لغير ضرورة كمرض أو نحوه، ولأن النباتات العطرية متوافرة بكثرة في البيئة الجبلية إما في الطبيعة البرية وإما في الأحواض المزروعة.

وأضاف : فقد رأوا الاستفادة منها لكونها غنية بالألوان والرائحة الجميلة التي تنشر شذاها في محيطها، فشكّلوها على هيئة أطواق يلملمون بها شعرهم، ويسمون الواحدة عِكاوة أو عِصابة، وربما كانت لها رمزية في الماضي البعيد، كون هذه الأكاليل تبدو كالتيجان التي يلبسها الملوك والأمراء، ولكنها أصبحت تقليدا عاماً للناس هدفه الزينة بشيء تسرّ النفسَ رائحتُه وشكلُه”.

وأشار إلى أن الأزهار التي تزين بها الطوق أو “العكاوة” أنواع: “إنهم لا يأخذون أي نوع من الزهور، فلا يأخذون مثلا أزهار الأشجار التي يتغذى عليها النحل كأشجار القتاد والسدر ونحوها، بل يأخذون ما كانت له رائحة قوية وطويلة الأمد.

وتابع أن ذلك خاص بنباتات صغيرة منتشرة في ديارهم، ومن أبرز أنواعها: البِعَيْثْران والهِزَّاب والشِّيح والسِّكَب والوالَة والفَنْكَة والصَّنْبَر وعين العَناق والرَّيحان والكادي .. وأنواع كثيرة لا تُحصى، وقد تختلف بعض المسميات من مكان إلى آخر”.

ويذكر أن “العكاوة” عادة تلبس في أوقات معينة: “النباتات العطرية ملبوس دائم ما دام متوافرا، فهي غطاء الرأس الذي لا يُترك إلا عند النوم وفي بعض الحالات إن كان الشخص في عمل شاق أو في المنزل.