الاعداد السابقة للصحيفة
الاربعاء24 ابريل

دِرَّة عمر ..

منذ 11 سنة
6
3390

كثيراً ما اتخيل سيدنا عمر رضي الله عنه و مواقفه العِظام تصاغ كفلم اراه كلما اغمضت عيني متفكرة في عملاق من عمالقة الإسلام , فطالما كنت من أشد المعجبين به رضي الله عنه .

كيف لا و هو من هو علماً و فقهاً و عدلاً , و ينتابني الذهول عندما أسمع عن الموافقات العمرية و المسائل القضائية التي عُرِفت باسمه كالتي عرفت بالمسألتين العمريتين عند الفرضيين , و ينتابني الشعور بالانبهار بشخصيته الفريدة والتي منها العجيب , فقصة تَسَلُمِه لمفاتيح بيت المقدس خير مثال و يروى أن رئيس الأساقفة قال له : إن صفات من يتسلم مفاتيح إيليا (بيت المقدس) ثلاثة ، وهي مكتوبة في كتابنا , أن يأتي ماشياً وخادمه راكب و رجلاه ممرغتان في الوحل و أخذ يعد الرقع في ثوبه فإذا هي سبع عشرة رقعة و هذه كانت الثالثة .

و مما اذهلني ايضا تلك التي يطلق عليها ( دِرَّة عمر ) و التي كانت اهيب من سيف الحجاج الذي صال و جال بأعناق أصحاب البدع و الثورات .

و قد اصبحت تلك الدِرَّة لله دَرُها مضرب المثل , و الصحيح في ضبط لفظها أنها دِرَّة بكسر الباء و فتح الراء المشددة , و الدِرَّة كما جاء في معاجم اللغة هي ( سَوْطٌ يُضْرَبُ به ) , و القصص تترى في خبرها فقد كان رضي الله عنه شديداً في الحق , استعملها كأداة لتأديب كل من عصى , و قد قيل أن العصى لمن عصى , و على هذا فإن من عصى ربه أولى بوقعها , و لا شك أن الدِرَّة أبلغ من العصى .

يُروى عن موسى بن خلف : أن عمر مَرّ برجل يكلِّم امرأة على ظهر الطريق ، فعلاه بالدرّة ، فقال الرجل : يا أمير المؤمنين! إنها امرأتي ، قال : فهلا حيث يراك الناس .

و عن إبراهيم النخعي قال : نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء , فرأى رجلاً معهن فضربه بالدِرََّة.

اصدقكم القول لقد تخيلتها بيدي و فكرت ما ذا سأصنع بها .

و بمناسبة احتفالات مهرجان الجنادرية راودني سؤال غريب : ( هل هذه الدِرَّة موجودة أم بَلِيَت مع الزمن ) ؟

فيا حبذا لو كانت من ضمن التراث نشم فيها عبق الروعة في الامتثال بشعيرة كثيرٌ من يبغي اندثارها لهواً في نفسه .

الشعيرة التي عدها بعض العلماء ركناً سادس من أركان الإسلام و لم ينكر أحد منهم أنها واجبة لازمة و بتركها نشابه من ذمهم الله تعالى و لعنهم بقوله : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) 78-79 المائدة

و ربما تناولها ذلك الذي تذكر ما رُوِيَ بسند صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( و الذي نفسي بيده ، لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ) فأدب بها من مثله في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) 19 النور.

لله درك يا عمر و دِرَّتك .

التعليقات

م
معلق مثقف عدد التعليقات : 15 منذ 11 سنة

ميساء انا من المتابعين لك انتي مبدعه الي الامام مقالك حاء علي الجرح وخصوصا بعد احداث الحنادريه

ا
ام لؤي عدد التعليقات : 7 منذ 11 سنة

ابدااع نفع الله بك وبعلمك

ب
بـديـلـــة فــي قـلب اًلـحــدث عدد التعليقات : 171 منذ 11 سنة

ماذا نقول ،‘ عن رجل أعز الله به الإســــلام
ومن قال : نحن قوم أعزنا الله بـ الإسلام _

ا
ام عبدالرحمن عدد التعليقات : 8 منذ 11 سنة

مبدعة ياميساء وفقك الله وحفظك من كل مكروه ونفع بك

ا
ام البراء عدد التعليقات : 14 منذ 11 سنة

اثابك الله. ..ربنا لا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا
قلم مبدع دائما
نتمنى لك التوفيق اخت ميساء…

ا
ام ملاك عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

بارك الله فيك اخيتي وفيما تكتببن…الا لبت عمر بيننا او حتى درته

اترك تعليقاً