سني أم شيعي ؟؟
المناظرة هي حوار بين شخصين يسعى كل منهما إلى ترجيح وجهة نظره حول موضوع معين والدفاع عنه بشتى الوسائل العلمية والمنطقية ، هذا هو تعريف المناظرة بلا ( صراخ و وجع رآس ) .
هذا الكلام أقوله بعد أن أزعجتنا بعض القنوات مؤخراً بما يسمى ( بـالمناظرة ) بين طائفتين إحداهما سنية والاخرى شيعية ! طيب وبعدين ؟ ولا شي . تبداً بصراخ وسب وشتم ، وتنتهي بانهاء الحوار من المذيع بسبب التجاوزات من الضيفين وهما بالعادة - أي الضيوف - يسمون مجازاً ( بشيوخ سواء من الشيعة أو السنة ) ، والشيخ كما تعرفون لابد أن يكون مٌلم بأبسط مباديء الحوار مع الآخر ، ولكن هذا للأسف لم يحدث في تلك المهاترة عفواً أقصد المناظرة .
كلا الطائفتين - كما تعرفون - كلاهما لم يختار أو يحدد مذهبه ، جاء الى الدنياء ووجد نفسه سني أو شيعي . تخيلوا معي من ولد و وجد نفسه شيعي أو سني ، وتربى على هذا المذهب ، وعاش صباه على مذهبه ، وبعد أن كبر وأصبح شاباً ودخل في التفكير العميق حول توجهاته الدينية وأكتشف أنه على باطل فهل سيكون من السهل عليه { التحول } مما هو عليه الى المذهب الآخر ؟؟ وهل من السهوله عليه أن يتغافل قناعاته بأنه على خطأ ويستمر على مما هو عليه ؟؟ من وجهة نظري أنه من الصعب بل والمستحيل التحول من طائفة الى أخرى لمجرد أنه رأى في مثل هذه القنوات ( شيخ ) أقنعه أو نور بصيرته وفتح عقله ! لايُغرنكم من خرج في هذه القنوات وقال أنه تحول من طائفة الى اخرى بسبب هذه المناظرات . بل تجده من نفس الطائفة ولكنه أراد إيهام الناس بأن الطائفة الأخرى على ضلاله وهو - بمذهبه الجديد - هو الصح ! فهذه كذبة كبرى أكل عليها الدهر وشرب و( قّدَع ) أيضاً ، أو قناة تتفق مع شخص من نفس طائفتها وتلقنه مايقوله بالحرف لكي يثبتوا للمشاهدين أن هذه الطائفة هي على حق وماغيرها باطل ، بصراحه مللنا من هذا النفخ في النار ، فما لم يُحل منذٌ قرون و قرون لن يحل الآن بمناظرات عقيمة و قنوات يسودها التعصب والطائفية ، وكفانا الله وإياكم شر الفتنة . بل العكس هذه المناظرات أججت نيران الفتنة الطائفية ، فترى كل طائفة تمجد وتقرع الطبول لمدح شيخها وأنه قال كذا و كذا والآخر لم يتمكن من الرد .
المقصد من كلامي بأن جميع هذه المناظرات لن تؤتي مبتغاها من الطائفتين ، كل طائفة تملأ الضجيج وتسب وتقدح في الطائفة الأخرى كلٍ بقناتهم ، الصراحة مللنا هذه المناظرات أو المهاترات بالأصح ، لم تعد تجدي نفعاً خصوصاً مع هذا الاحتقان الذي تمر به الدول العربية ، وما يحدث في العراق والبحرين خير دليل على ذلك ، عودوا الى السنوات الأخيرة السبعينات مثلاً ألم يكن السني بجوار الشيعي والعكس صحيح في المدارس والشوارع والسكن والعمل وكانوا يعيشون بسلام ؟ الى متى ونحن نعيش تحت ضغط المذهبية ؟
نداء الى أهل الحكمة والرأي السديد ومن يملكون تلك القنوات أقول لهم ( أغلقوا هذه القنوات التي تبث السم داخل العسل ، وتنشر الفتنة ) أتركونا نعيش مع بعض بسلام ، فنحن أخوة قبل كل شي ، ألا يكفي أننا مسلمين قبل ذلك .. عيسى سعد الحربي ..twitter.com/essasaaaadd.
عيسى سعد الحربي





