أنواع المسؤولين !!
من المُتعارف عليه بأن الاعلام - بأنواعه - شريك رئيسي لتطوير أي بلد بمختلف المجالات ، فهو ينتقد ويكشف مكامن الخلل ويضع الحلول والأراء والمقترحات الى من يهمه الأمر ، لذلك يوجد لدينا بالسعودية العديد والعديد من الصحف الورقية أو الألكترونية وكل صحيفة تنتقد وتكشف الأمور السلبية التي يعج بها وطننا العزيز ، هذا بخلاف البرامج التي تُعرض وحرّكت المياة الراكدة مثل برنامج الرئيس والثامنة وياهلا وغيرها ، أما بالنسبة لـ تلفزيوننا العزيز فلا يزال يطبل ويطبل ( من أيام الابيض والاسود ) الى يومنا هذا على وزن ( كل شي تمام طال عمرك ) !!
هذه الديباجة أردت من خلالها توضيح أن لاعذراً لأي مسؤول كان في مؤوسساتنا الحكومية المختلفة وأن مالم يراه هو و( حاشيته ) من مكامن الخلل أياً كان فإن الاعلام موجود وبقوة ومتنوع وبإمكانة تقديم المشاكل ومايعانية المواطن من نقص كبير في الخدمات بأنواعها ، بمعنى أن يرى مايواجهه المواطن البسيط سواءً من رداءة الطرقات أو المستشفيات أو من سوء بالخدمات السياحية ، أو من الغش التجاري أوغيرها الكثير والكثير .
بإختصار أي خدمات سيئة لابد أن تظهر على السطح ودور الاعلام هو بلورتها ووضعها أمام المسؤول ولسان حاله يقول ( هذي المشكلة وأنت وضميرك ) ، لذلك ينقسم المسؤولين حيال مايطرح بوسائل الاعلام الى قسمين :
فبعض المسؤولين الغيورين على الوطن وسمعته وقبل كل شي المواطن وراحته يبادر بالإتصال شخصياً ويستفسر عن المشكلة وأطرافها ويتابعها شخصياً الى أن تُحل وبهذي الطريقة يؤدي دورة تجاه وطنه وشعبه ، وهذا المطلوب منه ، ومن صميم عمله أيضاً .
أما النوع الآخر من المسؤولين فهو عنيد و يُكابر ( ورآكب رآسة ) ، أو كما يقال ( أذن من طين وأذن من عجين ) ، فقط كل مايفعلة قراءة الأخبار ويُشخصن الأمور ومهمته فقط نفيها حتى لو كانت صحيحة ، وليس له هم سوى نفسه واسمه والمواطن آخر أهتمامته ويرفض التحدث لوسائل الاعلام أياً كانت ، وهؤلاء كُثر في هذه الأيام ، وكان الله في عون المواطن على هؤلاء المسؤولين .
لقد رأينا ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم كيف يبادرون بالاتصال بأنفسهم عندما تُطرح مشكلة ما في وسائل الاعلام ولا يهدأ لهم بال حتى تنتهي من جذورها وتكون في خبر كان ، لذلك المطلوب من المسؤول أياً كان منصبه أن يقتدي بولي الأمر وأن ينزل من فوق أبراجه العاجية ويتفقد المواطن ويرى مايُطرح بالاعلام بنفسه وأن يفرح عندما يرى فكرة ما من أي مواطن حتى لو كان من آخر أصقاع القرى والمحافظات تهم الوطن المواطن ،
وليس عيباً أن يستفيد أي مسؤول من مواطن بسيط فربما هذا المواطن ( الغلبان ) يساهم بحل مشكلة ما مرت عليها سنوات حبيسة الأدراج والمكاتب ، ولكن العيب هو النظرة بفوقية للمواطن وكأن المواطن لا يعني شيء ، ولا يعلم هذا المسؤول أننا جميعاً شركاء في هذا الوطن وهو مجرد موظف لخدمتنا مهما بلغ من المناصب والرتب العليا . عيسى سعد الحربي ... essasaaaadd@





