خريجوا الدبلومات الصحية والوزراء الثلاثة !!
كُلنا قرأنا عن قضية خريجي المعاهد الصحية الشائكة والمُعقدة، والتي مر عليها سنوات وسنوات وهي عالقة مابين وزارة الصحة من جهة و وزارة الخدمة المدنية من جهةٍ أُخرى، وأخيراً تم ( إقحام ) وزارة المالية لإنهاء القضية على الرغم من أن هناك أمر ملكي واضح صدر عام 1432 هـ ينص وبالحرف الواحد على ( سرعة معالجة تزايد الخريجين ووضع حلول عاجلة لتعيينهم)، إلا أن شيئاً لم يحدُث، والأمر الملكي لم يُنفذ !!!
لن أتكلم عن القضية بشكل عام، فـ القضية أُشبعت طرحاً وأُشبعت تأخيراً وتعقيداّ كذلك، ولن أتكلم عن آثار خيبة الأمل على من تخرّج وبتفوق وضلّ عالة على المجتمع، وأغلبنا سمع ورأى حالة الأنتحار التي حدثت لـهؤلاء، أو محاولات الإنتحار التي أوشكت على الحدوث، وكـ العادة مرت مرور الكرام على مائدة اللئام !!
سأختصر الموضوع وأعلم أنه سوف يمر كـغيرة من المقالات العابرة التي لاتشد أنتباه الوزراء المعنيين بالأمر على عكس لو كان مقال مدح وتزلف و "مسخ جوخ" فـ الأمر هنا قد يتغير كُلياً .
أيها الوزراء الثلاثة - وأقصد بهم وزراء الصحة والخدمة المدنية والمالية - هؤلاء الخريجين لا يتسولوا أحداً منكم، هؤلاء هم خريجوا معاهد صحية مُعتمدة ودفعوا كل مايملكون من أجل مستقبلهم ومن أجل مواجهة ظروفهم القاسية والصعبة وبعضهم - وأعرف ذلك شخصياً - أستدان مبلغ الدراسة لكي يتحقق حلمه بالوظيفة، وبعضهم حاصل على معدلات ممتازة، طبعاً الخريجين انفسهم لايعلمون لماذا كُل هذا التعقيد، فــ المعاهد الصحية التي تخرجوا منها نظامية ومعتمدة من قبل هيئة التخصصات الصحية، والأمر لايتوقف عند هذا الحد بل إجتازوا إمتحان هيئة التخصصات الصحية نفسها والذي تعده وتشرف عليه لكي يتم التأكد من أن الطالب على قدر من الكفاءة العالية لخدمة شريحة مهمة وهم المرضى .
إذاً مادام أمر الخريجين نظامياً مائة بالمائة من نظامية المعاهد التي درسوا بها وإعتمادها لدى الهيئة، وكذلك إجتيازهم للإختبارات المُعدة من هيئة التخصصات الصحية نفسها، لماذا لايتم تعيينهم ؟ المستشفيات مليئة بالأجانب ويتضح ذلك جلياً بزيارة أقرب مستشفى أو أي مركز صحي لكي تتأكد من ذلك، والميزانية تكفي لإستيعابهم وأستيعاب ضعف عددهم أيضاً، والمستشفيات يوجد بها نقص كوادر فنية من تمريض وأشعة وصيدلة وسجلات وغيرهم !!
حقيقةً لم أستطع فك طلاسم هذا اللغز المُحير، ومن يقف عائقاً وراء عدم تعيينهم ؟ ومالفائدة من وراء كُل ذلك ؟ ومن ومن ومن ؟؟؟
ختاماً لن أقول للوزراء الثلاثة المعنيين بأمر هؤلاء الخريجين ضعوا أنفُسكم بمكانهم، فكما تعلمون فارق السن لايسمح حتى بمجرد التخيل !! وكذلك لن أقول ضعوا أحد أبناءكم بمكان هؤلاء الخريجين العاطلين، لأن ذلك يُعد ضرباً من الجنون أو الخيال فكيف نسمح لأنفسنا بتخيل إبن وزير يظل عاطلاً ولا يستطيع الحصول على وظيفة ؟؟
ولكن فقط فقط أقول لهم ( تأكدوا بأنكم سوف تُحاسبون يوماً ما على مافعلتُم بـ هؤلاء الطلاب ) !!
@essasaaaadd عيسى سعد الحربي





