الراتب_مايكفي_الحاجة
ينشط هذه الأيام وسم في الموقع الشهير "تويتر"، بعنوان #الراتب_مايكفي_الحاجة، يناشد المغردون فيه المسؤولين في الدولة بالنظر في رواتب موظفي الدولة بشكل عام، وأنتشر أنتشار النار في الهشيم، مدعوماً بأرقام وأحصائيات تؤكد بأن الراتب فعلا لايكفي لحاجة المواطن متوسط الدخل فما بالكم بالمواطن البسيط .
قبل السؤال عن هل نحن بحاجة هذه الزيادة أم لا ؟؟ أعتقد بل وأجزم أن أصعب فترة تمر على رب أسرة، هي هذه الأيام، وأعني بها من بداية الإجازة الصيفية وحتى عيد الاضحى، فمنذ نهاية الدراسة وبداية الإجازة الصيفية ورب الأسرة يعاني الأمرّين، فما أن تبدأ الاجازة إلا وتكثر متطلبات الأسرة، من سفر وألعاب، وحضور مناسبات زواج وأفراح وغيرها، وبطبيعة الحال تعلمون مايصرف في هذه المناسبات التي لاتخفى على الجميع، وبعد الإنتهاء من الإجازة الصيفية بخيرها وشرها، يحل شهر رمضان، ويزداد الضغط على رب الأسرة بشكل أكبر، وكأنه مخصص فقط للأكل والشرب .
وقبل إنتهاء شهر الخير، يلوّح لنا عيد الفطر بسحب ماتبقى من سيولة لدى هذا الأب الذي لاحول له ولاقوة، فـفـرحة العيد لاتعوض ولاتقدر بثمن ولكن لا يُنغصها إلا (تكشيرة) الأب المُثقل كاهله بالديون والتفكير لتوفير حياة سعيدة لعائلته، وهو لايلام فهو بين نارين، نار (الغلاء) و نار (وش يفرقنا عن غيرنا) !!
الأزمات لم تنتهي بعد فـ بمجرد إنتهاء عيد الفطر، إلا وتحل الدراسة ضيفاً ثقيلاً على عاتق كل رب أسرة، وهي مُناسبة تعيسة لكل أب، لانها تحتاج لموازنة خاصة نظراً لكثرة متطلبات الدراسة. تخيلوا بعد كُل هذه (الأزمات المُتتابعة) إن جازت التسمية، وماإن يسترد الأب أنفاسه، إلا ويحل عيد الأضحى بمثابة القشة التي قصمت ظهر هذا الأب، وهنا يقف الآباء حائرين في كيفية الخروج من هذه الأزمات (التعيسة) بأقل الخسائر، ولايملكون إلا اللجوء بالاقتراض من البنوك، التي تنظر الى الظروف الصعبة للمواطن البسيط من باب (مصائب قوم عند قوم فوائد)، أو اللجوء الى مكاتب التقسيط السوداء، والنتيجة طبعاً واحدة وهي مزيداً من الأعباء والديون على ظهر الموظف المسكين .
أتمنى وقبلها أقترح أن تكون هناك سنة حسنة، تتمثل في صرف راتبين على الأقل كل سنة وتكون في شهر رمضان المبارك وبذلك ستحل مشاكل العديد من الأسر، فرمضان والعيد والدراسة وكذلك الاجازة تحتاج لموازنة خاصة، لأن الراتب لن يغطي المستلزمات الروتينية من فواتير وإيجار وغيرها، فما بالكم بأعباء إضافية، المواطن يستحق، والدولة قادرة على ذلك .
عيسى سعد الحربي





