Slaati
عيسى سعد الحربي

" محرقة الوزراء " ..!‎

منذ 12 سنة03007

مشاركة

للأسف، أقولها وبـمرارة، أصبح من المألوف عند مُطالعتنا لـلصحف اليومية أو الألكترونية، قراءة الأخطاء الطبية بأنواعها وبمختلف مدن المملكة وكأن القضية أصبحت شي طبيعي مع تراكم الأخطاء وأزديادها، وإن كانت مدن الأطراف لها نصيب الأسد من هذه الأخطاء، وكذلك أيضاً أصبح من الطبيعي رؤية المرضى أو ذويهم وهم يُناشدون المسؤولين الكِبار في الدولة، أو "فاعلي الخير" بشكل شخصي وكلٍ على طريقته الخاصة بالمناشدة، بعيداً عن الإعتماد على وزارة الصحة وكأن الأمر لايعنيها بشيء! وبإعتقادي الشخصي أنهم لم يلجؤء لهذا الأساليب، إلا بعد أن أستنفذوا كافة الوسائل لعلاجهم، فأغلبهم لم يجدواعلاجاً هُنا، أو هُناك تقصير ما، أو لايوجد سرير شاغر! وهذه سمعناها كثيراً حد التشبع !

الجميع يعلم بأن وزارة الصحة وعلى مدى تاريخها الطويل، لم تجد أحد رضيَ عن خدماتها تمام الرضى، وبالتأكيد لن تجد، لأن "رضى الناس غاية لاتدرك"، هذا من جهة، ومن جهةٍ أُخرى فإن "وزارة الصحة" بالذات جهاز حساس جداً، لأنه يمس أغلى مايملُك الإنسان وهي الصحة، لذلك يطمح المواطن بالمزيد من التميز والرقي بالخدمات المُقدمة له، وبالتاكيد لن يُعجبه أداء الوزارة مهما وصلت لأقصى درجات التميز، ورغم كل هذه التبريرات التي أسوقها - وللأمانه هي ليست دفاعاً عن الوزارة - دعوني أقول أن كُل هذا، لايبرر للوزارة تخليها عن مرضاها في أحلك المواقف وأشدها وهو "المرض"، ولجوء المرضى الى الصُحف، ومواقع التواصل الإجتماعي، لمن يتكفل بعلاجهم أو علاج قريب لهم في الخارج، أو حتى لإيجاد سرير شاغر في المستشفيات المتخصصة، بعيداً عن الإعمتاد على الوزارة . وبطبيعة الحال لو وجد هؤلاء المرضى الحد الأدنى من الإهتمام والرعاية الصحية المتكاملة لما لجئُوا لهذه الأساليب .

رغم أننا نعلم أن وزارة الصحة تتمتع بدلال كبير جداً، ويتضح ذلك من الميزانية السنوية العالية التي جميعاً نعرفها بالأرقام، والتي من المفترض أن تتناسب ومايقدم للمواطن من خدمات طبية، ولكن مانراه الآن وبصريح العبارة للأسف هو العكس، ولاندري على من نُلقي اللوم والمسؤولية .

وزراة الصحة أقولها وبالفم اللميان، تحتاج الى غربلة شاملة بكافة المناصب، وبحاجة الى إعادة هيكلة من أعلى مسؤول الى موظف الصادر والوارد، وكم أتمنى أن يأتي ذلك اليوم ونرى تعيين "الوزير الإداري" بدلاً عن "الوزير الطبيب" وأعني أن أغلب من قادوا وزارة الصحة منذُ تأسيسها هم وزراء أطباء عملوا بمجال الطب قبل تولي مهام الوزارة، ولم يتمرسوا بالعمل الإداري أو يتمتعوا بدراية كبيرة إدارياً، وأعتقد حد الجزم -وهو بالمناسبة رأي شخصي- أن الوزير عندما يكون يملك خبرة وخلفية إدارية كبيرة أفضل من أن يقودها وزير لايملك من الخبرة إلا كونه "طبيب سابق" نجح في مجال الطب فقط، وهذه نظرية خاطئة عند البعض وهو الإعتقاد بأن وزارة الصحة لايقودها إلا طبيب . وسواءً أتفق معي أحد أو لم يتفق في هذه النقطة، فـ بالتأكيد أن الجميع يتفق على مقولة غازي القصيبي رحمة الله عندما كان وزيراً للصحة عام 1402 هـ عندما قال بأن وزارة الصحة هي "محرقة الوزراء"، وكان الله في عون وزرائها .

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

منية مجدي: رغم الحرب السودان قدم بطولة كبيرة حتى لو لم نتأهل ..فيديو
منية مجدي: رغم الحرب السودان قدم بطولة كبيرة حتى لو لم نتأهل ..فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
78001
البلوشي: قرار رينارد باللعب بالتشكيلة الاحتياطية صائب وهوساوي نجم قادم .. فيديو
البلوشي: قرار رينارد باللعب بالتشكيلة الاحتياطية صائب وهوساوي نجم قادم .. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
70354
صلاح الملا: سالم يستحق التقدير والأردن يقدم مستويات كبيرة .. فيديو
صلاح الملا: سالم يستحق التقدير والأردن يقدم مستويات كبيرة .. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1561
إدارة الاتحاد تحضر معسكر دبي لمتابعة جاهزية الفريق
إدارة الاتحاد تحضر معسكر دبي لمتابعة جاهزية الفريق
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1558
مدربة تركية تعود للتدريب بعد فقدان ساقيها .. فيديو+ صور
مدربة تركية تعود للتدريب بعد فقدان ساقيها .. فيديو+ صور
أنقرة
منذ 1 ساعة
0
1578
إعلان
مساحة إعلانية
" محرقة الوزراء " ..!‎ - صدى الالكترونية أخبار محلية سعودية وعربية ودولية إقتصادية وإجتماعية ومال واعمال ورياضة وشئون المرأة