ثقافة المستهلك السعودي "الزود ولا النقص" .!!
التسوق وشراء احتياجات البيت أو الأسرة بشكل عام، ثقافة تُدرس أو خبرة تكتسب مع الوقت، وليس الذهاب للسوق متى ما توفر الوقت والعودة باحتياجات البيت وانتهى الأمر، وهذا مارأيته مؤخراً في أحد الأسواق .
الموقف الأول رأيت رجلا برفقة عائلته وعددهم ثلاثة أفراد فقط، ولكنه كان لايتجاوز شيئا إلا ويأخذ منه، من أكل وشرب ولبس، لدرجة أن أحد أبنائه ناداه من بعيد ليسأله وبيده قطعة ما، هل يأخذها أم لا ؟؟ ولكن أباه أجابه فوراً وبلا تردد بقوله (الزود ولا النقص يا ولدي)!! قالها على مرأى ومسمع ممن كانوا بالسوق، الغريب والملفت للنظر وقتها أنه لم يسأل ابنه عن ماهيتها؟ ومالفائدة منها؟ وهل هو بحاجتها أم لا؟ وقبل ذلك هل سعرها مناسب لطاقته المادية أم لا؟ أستغربت منه صراحة، ورأيته في نهاية المطاف (يجرجر) ثلاث عربات تسوق كبيرة، مملوءة بالكامل، لا أعلم كم دفع أمام المحاسب، ولكني على يقين بأنه دفع مبلغا كبيرا!
الآخر رأيته في نفس المكان، ومعه عائلته وتفوق بعددها عائلة صاحبنا الأول الى الضعف تقريباً، ولكنه يختلف عنه اختلافاً جذرياً، رأيته واثقا من نفسه، يسأل عن كل شيء، ويسأل عن أماكن التخفيض، وتاريخ الانتهاء وحتى السعر أيضاً، لم تمتلئ عربة التسوق ولم تصل الربع أيضا، كما هو حال صاحب الثلاث عربات! بالصدفة أمام (الكاشير) كان أمامي مباشرة، ودفع مبلغا معقولا مقارنة بعدد أفراد أسرته.
أجزم بأننا بحاجة فعلاً الى دورات تعقد للمتزوجين حديثا أو حتى لأرباب الأسر، تثقف المستهلك البسيط في كيفية الشراء والطريقة والوقت أيضاً، فما يواجهه المستهلك من طمع التجار وجشعهم الذي لا يتوقف عند حد معين، يستوجب من المستهلك وقفه جادة لكي يراجع التاجر -النهم الذي لا يشبع- حساباته ويعلم بأن هناك مستهلك مثقف وواع يعلم ما له وما عليه، لأن ترشيد مشترياتنا يساهم حتمياً في خفض الأسعار، وبما أن الرقابة في الأسواق غائبة تماما، لذلك فالمستهلك هو الرقيب أولا وثانيا وثالثا.





