لماذا لاتستفيد الدولة من "تويتر" ؟
"تويتر" يشبه ذلك المجلس الكبير والرحب، وكعادة المجالس الرحبة يتواجد فيها الصالح والطالح، الضار والمفيد، يتواجد فيها من يوصل المعلومة بشكل بسيط وسهل ومفيد، ولايتكلم إلا بما يعرفه فقط، ويترك المهاترات وسفاسف الأمور، والعكس صحيح حيث تجد في هذا المجلس من يتكلم في كل شيء، بما يعرفه و مالا يعرفه، ولايتأكد من الخبر بشكل صحيح، وهناك من يتمادى ويتعمد نشر الشائعات، ويسب هذا ويشتم ذاك، بسبب أو بدون سبب، بإختصار "تويتر" إن أردنا أستخدامه بشكل إيجابي كان لنا ذلك، وإن أردنا إستخدامه بشكل سلبي فهو كذلك أيضاً وبسهولةٍ تامة .
فـ بحسب تصريح الأستاذ محمد المهيري المدير التنفيذي في شركة "كونكت آدز" - وهي شركة رائدة في مجال الوسائط الرقمية في الشرق الأوسط - لصحيفة الرياض في عددها 16838 ، أوضح أن المملكة العربية السعودية بها أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم نشط للموقع الشهير "تويتر" يُصدرون 50 مليون تغريدة في الشهر الواحد، كما سجل مستخدمو "تويتر" في المملكة نمواً قدره 3000 في المائة ما بين عام 2011 و2012، أي أعلى بكثير من المتوسط العالمي.
ولنا أن تخيل 50 مليون تغريدة في شهر واحد فقط ، وهذا لاشك عدد كبير جداً، ويدعونا للتساؤل: لماذا لاتستفيد الدولة أو الوزارات المعنية بالأمر من هذا الكم الكبير جداً من الأفكار والإقتراحات التي تمر عبر هذا الموقع الشهير؟ لذلك دعونا نفكر بهدوء قليلاً، إذا كان نصف مايكتب في هذه التغريدات إساءات ومهاترات أو تصفية حسابات وكلام لافائدة منه، فإن النصف الآخر من التغريدات بالتأكيد إيجابي ومميز ويحمل أفكار رائعة جداً، وكل مغرد يكتب بحسب إختصاصة، ويقدم إقتراحات ويُعالج مشكلة ما، وقد أطلعت على بعض هذه الأفكار المميزة والعقلانية عبر تويتر، وتسائلت لماذا لاتستفيد بعض الوزارات التي يعنيها الأمر من هؤلاء الخبراء؟ وتدرس مقترحاتهم على محمل الجد، فـ لربما فكرة أو أقتراح عابر، كتبه أحد هؤلاء المتخصصين في مجال عمله، كان علاجاً أو حل لقضية مَرَ عليها سنوات وسنوات وهي بدون حلول .
لذلك أقترح أن تخصص كل وزارة عدد من الموظفين المميزين، ومن يجيد التعامل مع هذا الموقع، لمراقبة التغريدات التي تخصها، ومن ثم يتم التواصل مع من يقدم إقتراحاً مميزاً، ويُدرس ثم يُفعل إقتراحة، ويُشكر ويُكرم على الملأ، وقتها سنستفيد من هذا الكم الهائل من التغريدات الضائعة هنا وهناك، ويكون "سمننا في دقيقنا" كما يقول المثل الشائع .





