صحافتنا الالكترونية...اخيرا نحو الصواب

موخرا صدر قرار وزارة الثقافة والاعلام بحجب واحدا واربعين صحيفة الكترونية لم تستوفي الشروط المتمثلة في استخراج تراخيص لها. واستوقفني تصريح المتحدث الرسمي للوزارة الذي قال: ان الصحف التي بلا ترخيص كالاشباح لانها قد تروج لافكار وتوجهات خارجية تهدف الى شي ما.

وهذا فعلا كلام خطير لان الفضاء الالكتروني او الانترنت كما نسميه مفتوح ويصعب السيطرة عليه اذا ماعلمنا ان الصحف الالكترونية لاترتبط بمكتب او موقع ثابت وكذالك شخصية معروفة فقد يضع رئيس تحريرها وفريقه اسماء وهمية لاتمت للواقع بصلة او يتم التحكم بها من أي مكان بالعالم وقد تتسمى باسم محلي,وهي تهدف كما ذكر الى اشياء مريبة او تمس امن الوطن والمواطن.

لعلمك عزيزي القارى الكريم ان الوزراة ممثلة بوكالتها للاعلام الداخلي مددت المهله اكثر من مرة فابتدائها بستة اشهر ثم ستة اخرى وكذالك مهلة اضافية انتهت موخرا. فلو كانت هذه الصحف والقائمين عليها جادين في سعيهم للحصول على ترخيص لبادروا لذالك, خصوصا اذا علمنا ان الاجرات ميسرة ولاتستدعي مصباح علاء الدين او لشفاعة من مسئول مهم.

كما ان مدير ادارة النشر الالكتروني الاستاذ طارق الخطراوي هذه الادارة الناشئة ومن يعاونه من الموظفين متساعدون وحريصون على ان يحظى جميع ملاك الصحف الالكترونية على تصاريح لاستمرارها. ولكن سبق السيف العذل وتخاذل ملاكها فلا اعلم هل هو تخاذل ام تكاسل او انهم لم يتوقعوا ان تكون الوزارة جادة في هذه الخطوة المباركة التي سوف تنظم العمل الصحفي الالكتروني وتمنع القص واللصق وتحفظ حقوق الصحف الاخرى كما سوف يكون بها نوعا من المهنية الصحفية التي افتقدتها اغلب الصحف الالكترونية بالإضافة الى قضائها على الاشباح التي تدير بعض الصحف المشبوهة كما قال عنها المتحدث الرسمي.

هناك اصوات خرجت وتعليقات تذيلت هذا الخبر في الكثير من الصحف المحلية اتهمت الوزارة بانها تحجب كقمع او كبت للاصوات الحرة. وهذا غير صحيح لان الوزارة لم تمنع او تحجب أي صحيفة حصلت على ترخيص منها. وتلك الصحف التي تجاوزت الاربعين صحيفة ليست الا المرحلة الاولى من حجب سوف يطال صحف اخرى لم تستفد من تلك المهلة الطويلة جدا.

صدقوني ان هذا الحجب والتنظيم في مصلحة الصحف الالكترونية سواء التي حصلت على تصريح او تلك التي حجبت لانها اصبحت صحف معروفة التوجه وتستطيع الوزارة التعامل معها بكل يسرا وسهولة.

وفي مقالي القادم سوف اقدم لكم باذن الله سردا لتجربة خضتها مع صحف الكترونية كثيرة من خلال برنامج تلفزيوني عرض على شاشة القناة الاولى....