مصيدة يقع في شراكها الطيبون الأوفياء غالبًا ؛ لأنهم وقت الحاجة لايغربون ولايتهربون متى ما أردتهم وجدتهم.

أحدهم يدعى محمد يقول في مجمل قصته : هاتفني أحد أبناء عمومتي وأنا في عملي وقال : يامحمد ، كما تعلم أنني الآن على وشك الانتهاء من بناء منزلي وينقصني من المال نحو الـ 100 ألف ، فذهبت للبنك ورفض إعطائي قرض ، ولم أجد بد من تقسيط سيارة وها أنا ذا في المعرض الفلاني، وكما تعلم طلبوا مني إحضار كفيل، ولم أجد سواك وأنت أخ وابن عم ، أقسم أنني سأقوم بدفع الأقساط دون تأخير أي قسط، فقط أريدك أن تكفلني ؛ حتى يتسنى لي إسكان أبنائي.

ويتبع محمد : لم أتردد في كفالة ابن عمي، فهو الآن بحاجتي وإذا ما وقفت معه الآن متى أقف؟! فأحضرت ورقة من عملي وكفلت ابن عمي .. فبعد خمسة أشهر تقريبا اتصل علي صاحب السيارة يخبرني أن ابن عمي متأخر في دفع الأقساط أربعة أشهر ، المؤلم أن ابن عمي بعد فترة لايرد على اتصالاتي..ولم أجد مفرا من السجن إلا أن أدفع الأقساط بدلا عن ابن عمي.

كثير في مجتمعنا مثل محمد عند الحاجة والشدة يحضرون ، فهم ليسوا مغفلين كما يظن البعض، بل رجال وجدوا نكران ، فـ سرعان ما يخذلهم الطرف الآخر ، وتزداد الحرقة في القلب عندما تكون من أقرب الناس لك.

الكفالة أصبحت صعبة، والناس لم يعودوا كما كانوا، هناك من يضعك في مواجهة الآخرين بكل برودة دم وبصورة حقيرة ، هذا إن لم يقوم بشتمك.

خارج النص :

سر إن استطعت في الهواء رويدا

لا اختـيالا عـلـى رفـات العبــادِ

رب لحد قد صار لـحدا مــرارا

ضاحــك مـن تزاحـم الأضـداد