عالم فسيح مر بمراحل عدة ولازال فيه مدارس تموت وتحيا أخر حسب التخطيط والمرحلة الزمنية المعد لها ، فمدارس تستمر عقود وأخرى شهور وبعضها أيام.

قيل عنهم قبل عقود أن نفرا منهم خططوا خطة جهنمية لاتخطر على بال أحد ، وقد لايستوعب المرء عن تصديق تنفيذها يقول الرواة : في أحد الجوامع الكبيرة الذي يشهد غالب أيامه الصلاة على الأموات وبعد الفراغ من أحد الفروض كان الإمام على علم أن هناك جنازة سيصلي عليها .. اللصوص في الصف الأول وواحد متأخر .. ( الصلاة على الميت يرحمكم الله ) هب المصلون لإحضار الجنازة اللصوص ملثمون ما إن وصلت عند الإمام حتى صاح اللص المتأخر أمام الجميع ( الله لايسامحه ) التفت الجميع( لاحول ولا قوة إلا بالله ) ؛ ليتبع بقوله : ( في ذمته مبلغ وقدره كذا  ..  لم يسددني)!.

حاول الناس تدارك الموقف بطبيعتهم وعاطفتهم التي ربوا عليها .. قرروا أن يتبرعوا حتى يقضوا الدّين وبعد أن جمعوه وأعطوه .. طلبوه يسامحه..صلوا عليه وبدأوا برفعه .. الناس تتزاحم على الخير.. يعني المشيعون كثر،  لايشعرون بثقل الجنازة أو خفتها أو بوجود أهل الميت .. وصلت المقبرة.. التي ليست ببعيدة عن الجامع أين القبر المخصص لهذه الجنازة ؟ لا أحد يرد !! وضعوها .. أين أهل الميت ؟ لا مجيب سوى النظرات والصمت !. كرروا النداء ودقائق من الانتظار ولا من مجيب !. وكأن غشاء على أفئدتهم للتو ينزاح اكشفوا عن الجنازة والتي كانت مفاجأة لهم أنها لاتعدو عن( بطانية) ملفوفة باحتراف فوقها (بشت).. اللصوص في زحمة الناس عند الخروج من الجامع تفرقوا لا أحد يعرفهم .

تمر السنوات واللصوص لاينقصون نذكر كثيرا منهم على سبيل المثال الذين يلبسون الأنيق ويركبون الفخم ويوقفون الناس عند المحطات وأمام الفنادق والمطاعم ويزعمون أنهم مقطوعون والعائلة الكريمة معهم وقبل أن يحصلوا على المبلغ يطلبون من المتبرع إن صح التعبير .. اسمه وجواله ورقم حسابه حتى يحولوا المبلغ له في حال رجوعهم لمناطقهم…

واليوم اللصوص في استمرار بل يوظفون التقنية لصالحهم .. فمع وسائل الإعلام المختلفة لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي تجدهم يمارسون حيلهم ويزعمون أنهم يقدمون مساعدات ومعونات مالية على روح الفقيد فلان و فلانه طيب الله ثراهم كما يقولون.

ليس العجيب هنا بل العجيب أن هناك من يصدقهم ويتواصل معهم .. حتى يستدرجوه وينالوا منه .. ياسادة، الناس يجب أن يستخدموا عقولهم فهي التي  تميزهم عن البهائم !!.

خارج النص :

لكل ذي همة في دهره أمل
وكل ذي أمل في الدهر ذو ألم