في هذا العالم ستشهد مشاهدا مختلفة، واعلم أن الناس أقسام، وليسوا البشر على تفكير واحد، ولو كانوا كذلك لتوحد دينهم وتوحدت آرائهم ولن ترى حينها اختلافا أبدا.

فأحيانا تظن أنك على حق وأنت على باطل، وأحيانا تعتقد أنك مصيب وأنت مخطئ، في هذه المعمعة إياك وأن تأخذك العزة بالأثم وتصر على خطأك فالتراجع من شيم الحكماء العقلاء، وإنك في عالم مليء بالمتغيرات وتبدل الأحوال.

وقد تعتقد أحيانا أنك استعديت لتبدل الحال وتفاجئ بأنك وسط بحرا أهوج يكاد يغرقك، وترى حبال النجاة في أيد أقرب الأقربين لك ولكنهم لم يبادروا ويمدوا بها لك، بل ربما يرون أنك لست في حاجة لهذه الحبال لتخرجك من وسط البحر.

وقد تفاجئ بمن لم تتوقع يرمي لك بطوق نجاة وليس حبل نجاة، حينها تأكد فقط أن الله اختبر صبرك وقوتك وإيمانك، وأرسل لك من لم تتوقعه؛ لأنك لا تعلم الغيب ولأنه أراد لذاك غير المتوقع الخير، في الحياة قد تعتمد على المنطق في كل أمور حياتك فإن فاجأتك الحياة بخروجها عن المنطق فلا تجزع فما ذلك إلا تنبيه لك أن الأمر كله بيد الله، وأنه لا يد لك في ما حصل لك أو ما يحصل لك أو ما سيحصل لك.

وتأكد بأن الحياة عبارة عن محطات فيها الكثير من الوقفات، فخذ من الأمس عبرة وخبرة، وأعلم علم اليقين أن دوام الحال من المحال.