تشهد سماء مكة المكرمة يوم الأربعاء الموافق 4 شوال 1441، تعامد الشمس على الكعبة المشرفة وقت الظهر بالمسجد الحرام الساعة 12:18 ظهراً، وتكون الشمس على ارتفاع 90 درجة وسيختفي ظل الكعبة تماماً ويصبح ظل الزوال صفراً وهو التعامد الأول من إثنين هذه السنة .

وقال المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة: ” تحدث ظاهرة تعامد الشمس نتيجة لموقع الكعبة المشرفة ما بين خط الاستواء ومدار السرطان فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر قبة السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو، و عند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو ” .

وأضاف: ” لذلك فالمناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذه الظاهرة مرتين في السنة ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتميز به أماكن قليلة محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي ” .

وأردف: ” تعتبر ظاهرة التعامد من الطرق الفلكية التي استخدمها القدماء لتحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة لا تقل في دقتها عن تطبيقات الهواتف الذكية ” .

وتابع: ” يمكن اختبار التعامد لتحديد اتجاه القبلة لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في الدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي وإفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا فعلى سبيل المثال عند وضع قطعة من “الخشب” منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد فإن الإتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة تماما ” .

واختتم: ” تستخدم ظاهرة التعامد أيضا في حساب محيط الكرة الأرضية بدون أي مساعدة من التكنولوجيا الحديثة وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2.200 سنة وهي تدل أيضاً على كروية الأرض ” .