قيام بعض الفلسطينين والتيارات والحركات السياسية بشتم السعودية وكيل الإتهامات المباشرة لها لا يعني أن جميع الفلسطينين بذلك السوء ولا يُعطينا مبرراً لنسيان القضية الفلسطينية العادلة أو التطبيع مع إسرائيل كما ينادي بذلك البعض، عدالة القضية الفلسطينية أمرُ لا غبار عليه والتطبيع مع إسرائيل لن يتحقق طالما إسرائيل ترفض وبشكلِ قاطع مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالقمة العربية ببيروت عام٢٠٠٢م إبان ولايته للعهد والتي تنص على قيام دولة فلسطين وفق حدود ٦٧م والقدس الشرقية عاصمة لها ، المبادرة العربية للسلام ومنذ أن طُرحت كصيغة حلِ عادلة مُرحبُ بها دولياً وعربياً ولأهميتها باتت المشروع السلمي والعادل للقضية الفلسطينية لكن المشكلة ليست في المبادرة بل في إسرائيل وفي مرتزقة القضية الفلسطينية بشكلِ أكبر ؟

مرتزقة القضية الفلسطينية عبارة عن حفنة من البشر تحركهم الأموال يبيعون مبادئهم مقابل دولارات قليلة، ما نراه وما نسمعه من شتائم هو نتيجة للإرتزاق والتكسب فالقضية الفلسطينية عند المرتزقة بقرةُ حلوب ومن المصلحة بقائها كذلك، التيارات السياسية الفلسطينية تتكسبت من وراء القضية الفلسطينية ترفع الشعارات لتخدع بها البُسطاء وقادتها يجمعون الأموال ، لو تتبعنا مصادر تلك الأموال لوجدناها من مصروف المواطن السعودي الذي كان يتقاسم مصروفه اليومي مع فلسطين و لوجدناها أيضاً دعم حكومي سعودي للحكومة الفلسطينية وللمشاريع الإنمائية هناك فلماذا نُكران الجميل؟

النُكران طبع اراذل القوم وما نتعرض له من شتائم مدفوعة الثمن مُسبقاً لهو دليلُ واضح على أن هناك مجموعة بشرية وتيارات سياسية حاقدة، التعامل الصحيح مع تلك الإساءات المتكررة يكون عبر الطرق الدبلوماسية وهذا لم يحدث بعد فالحكمة السعودية سيدة الموقف وستبقى كذلك فالسعودية يهمها القضية والشرفاء فقط لكن الموقف الرسمي الفلسطيني لا نعلم عنه شيئاً فحتى هذه اللحظة لم يخرج بيان يُعبر ولو بكلماتِ قليلة عن إدانة واستنكار تلك الشتائم والاتهامات التي تُكال لنا ليل نهار فهل الصمت كما قيل علامةُ على……….؟ الامر مُحير فالحياد مهما كانت مبرراته خيانة بل أشد من ذلك .