فتحت قنوات التواصل الإجتماعي آفاق عدة للتواصل بين الناس، لم تعد الأدوات المستخدمة قديما لها وجود، مثل الرسائل البريدية و هواتف العملة المعدنية، وغيرها الكثير.

الآن من خلال جهازك الصغير المسمى الجوال تستطيع أن تتواصل مع أي شخص صوتا وصورة مباشرة دون وسيط من البشر أو ذهاب إلى شركة معينه وخلافه.

ومما ظهر جليا هو حرص الأغلب على زيادة المتابعين، في حساب تويتر، والانستقرام، وسناب شات وغيرها بدون حصر، وظهرت كلمة ادعمني ما نستغني وهي في الحقيقة هي استغلك و ادعمني ، لأن في المقابل لا يجد الشخص الطيب الداعم لهؤلاء الذين يتسلقون على أكتاف الآخرين أي دعم.
ويصاب الشخص الذي يدعم الجميع بخيبة أمل، وكأن دعمه لهؤلاء واجب مفروض ويحسون أنهم واجهة القوم الذين واجب علينا أن نلمعهم دون أي حق منا في المقابل.

وغالبا ما يكون الطالبين للدعم ما هم إلا مرتزقة لأشخاص لا يملكون حولا لهم ولا قوة، وإنما لمصلحة شخصية أكثرها مادية ليس إلا.

أما هؤلاء المساكين الذين يدعمونهم في قنوات التواصل ليس لهم من تعبهم وجهدهم سوى التعب، وكل دعمهم يذهب هباء منثورا، ليس لهم أن تصدقوا عليهم الملمعين إلا كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع.
أما الشهرة والجاه فهي لهؤلاء المتسلطين الذي يوهمون الآخرين أنهم شخصية عملاقة في أبراج عاجية، رسالة منهم لطلب الدعم يعتبرون ذلك شرف لنا أنهم تواصلوا معنا من أجل ذلك.

ولو سألنا أنفسنا خلال هذه الحقبة الزمنية ماذا وجدنا منهم؟ الجواب ضياع الوقت والإستغلال .

وقد تطور الإستغلال إلى أبعد من ذلك حيث أننا قد نتكبد مشقة السفر لكي نحرر لهم ونلمعهم ولا نجد من تعبنا أي مقابل سوى رضاهم عن أنفسهم، وسوى لحظات تنتهي ويبدأ الإستغلال من جديد.
أنهم لا يدعمون من ساندهم لكي لا يتميزون عليهم ونسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

وهم يحسدون غيرهم ولا يردون لهم إلا التعب والقرآن الكريم أوجب علينا الإستعاذة منهم ( ومن شر حاسد إذا حسد).

يجب علينا أن لا نسمح لأحدهم إستغلال نقاء أنفسنا وطيبتها من أجل مصالحهم الشخصية.

و ختاما : نحن ندرك أنّ الهزيمة الكاملة هي وحدها الطريق الوحيد التي تجعلنا قادرين على أن نخطو خطواتنا الأولى نحو التحرر والقوة، إنّ قبولنا بالضعف الشخصي يتحول في النهاية ليكون صخرة صلدة أو أساساً متيناً يمكن أن تشيد عليها حياة سعيدة هادفة.