بعد موافقة ولي الأمر جزاه الله خيرا بدأت حملة ( الصلاة نور ) في مدارسنا بالتعاون بين الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة التعليم من اليوم التاسع من شهر رجب وستستمر هذه الحملة مقسمة على الأسابيع الدراسية حتى اليوم العاشر من رمضان من هذه السنة ، وفي هذه الحملة تخصص أربع دقائق من كل حصة بالإضافة إلى الكلمات والمحاضرات والمسابقات لكي يتقن الطلاب الطهارة والصلاة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإن فعلنا هذه الحملة ونفذنا ما فيها من خير استجابة لقول الله تعالى ” وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها..” فالحمدلله ، وإن قصرنا وأنا من المقصرين فلنتدارك مافات ونبدأ بتخصيص وقت في بيوتنا ومدارسنا فوالله سوف نحاسب يوم القيامة وسنسأل هل علمنا أولادنا وطلابنا العبادة الصحيحة أم كبروا وهم لا يصلون كما صلى الرسول صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث الصحيح ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” ، سوف يسألنا الله أول ما يسألنا يوم القيامة عن الصلاة قال صلى الله عليه وسلم : ” إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عملِهِ صلاتُهُ ، فإن صلُحَتْ فقد أفلحَ وأنجحَ ، وإن فسدَت فقد خابَ وخسرَ”

قد يأتي معلم ويقول نحن لدينا منهج وخطة نسير عليها والمنهج طويل وغير ذلك من الأعذار التي تسمع من القلة القليلة فأقول لهذا المعلم وفقه الله تعالى وللآباء والأمهات في البيوت : لو لم تنجح المدارس في هذا الفصل الدراسي إلا بتعليم الطهارة والصلاة كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم لكفى لأنّ الصلاة نور كما قال صلى الله عليه وسلم . أتدرون ما معنى نور ؟ نور لعقيدتنا ونور لأنفسنا ونور لبيوتنا ومدارسنا ومجتمعنا ونور لأمننا وعزنا وتقدمنا على الأمم الصلاة نور للوجوه قال تعالى ” سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ” وهي نور ونجاة يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم ” ” “من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة،ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وأبي بن خلف”. هي نور لمدارسنا ومؤسساتنا الحكومية والأهليّة لأن من يستيقظ لصلاة الفجر في جماعة في الغالب سيكون من المبكرين في مدارسهم وأعمالهم ، وهذا التبكير سبب من أسباب تقدم المجتمعات ، الصلاة تنير طريقنا في الحياة وتساعدنا على كبدها قال تعالى ” واستعينوا بالصبر والصلاة ” الصلاة أيها المربي نور لقلوبنا باطمئنانها ونور لأنفسنا براحتها قال صلى الله عليه وسلم : “أرحنا بها يابلال ” فإذا اطمئن القلب وارتاحت النفس أصبح الإنسان فاعلا منتجا في مجتمعه سليما من الأمراض النفسية التي انتشرت بين الناس اليوم .. الصلاة نورلأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر أيها الغيور على دينك وأهلك ووطنك قال تعالى : ” ” وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) ؛ فمن حافظ على الصلاة وأداها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها ونوافلها كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم بطهارة قبْلَها وخشوع وتدبر في أذكارها وآياتها ، وعلّق قلبه بها لم ولن تنتشر الفحشاء ويصبح المنكر ظاهرة في المجتمع ، ولن يتكاثر المفسدون الخائنون لمجتمعهم ووطنهم سراق المال العام ، ولن يتكاثر العري في بعض وسائل السوشل ميديا ولن يكثر الخبث فنهلك كما قالت زينب رضي الله عنها في الحديث الصحيح المتفق على صحته ” : يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، إذا كثر الخبث ”

ذكرالمتخصصون بأن الرياضة تنشط هرمون السعادة وترفع الروح المعنوية وتقلل من المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب ، وفي الغالب ممارستنا للرياضة تكون مرة واحدة في اليوم ، أما الصلاة فإن المسلم يؤدي الفرض منها خمس مرات في اليوم فإذا اجتمع الفرض مع السنن والنوافل وصلاها المؤمن كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم بخشوع فإنّ الرسائل الإيجابية التي ذكرها الوحي يستقبلها مخ المصلي وقلبه طوال اليوم مثل : إن الصلاة تمحو الخطايا وهي نور لصاحبها ونجاة يوم القيامة وأنها راحة وطمأنينة للقلب ومن خرج منها فأجره كأجر الحاج والمعتمر ..وغير ذلك من الرسائل الإيجابية .. كل ذلك يزيد هرمون السعادة ؛ فإذا كانت الرياضة يشعر من يمارسها بالسعادة وقت ممارسته لها وبعدها بفترة فإنّ السعادة يشعر بها المصلي منذ أن يستقيظ لصلاة الفجر وتستمر حتى ينام سعادة تتحول إلى اطمئنان في القلب وراحة في البال؛ فهنيئا لمن حافظ عليها .