لم تكن بلادنا والتي أشبه ما تكون قارة مترامية الأطراف قبل إحدى وتسعون عاماً سوى صحراء قاحلة في معظمها ومرتعاً للتناحر والاقتتال والفوضى العارمة والفرقة والتشتت وتحت وطأة الجوع وانتشار الأمراض المعدية والفتاكة ناهيكم عن الجهل والأمية التي هي السر الحقيقي لتخلف الأمم والشعوب ولما أراد الله لها حياة آمنه ومستقرة ورغد العيش والذي قلما يتوافر في مجتمعات أخرى على خارطة العالم قيض الله لها ملك هُمام وقائد محنك وبطل مغوار بذل كل ما في وسعه من جهد ووقت ومال وتضحية من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة ممثلة في شخص الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله فكان هذا الكيان الكبير المباركة الذي تشكل تحت راية التوحيد الخفاقة لا إله إلا الله محمداً رسول الله وتوشح مجتمعه الأبي لباس العز والكرامة منذ توحيده عام 1351هـ وحتى يومنا هذا عهد الملك سلمان يحفظه الله والذي شهدت المملكة منذ لحظة توليه مقاليد الحكم قفزات حضارية رائعة ورائدة وغير مسبوقة ساهمت في تحقيقها رؤية ثاقبة وطموحة 2030م صاغها ووضعها وقام بدعمها بكل ما تحتاج إليه من إمكانات مادية وطاقات بشرية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان يحفظه الله والتي من نتاجها على سبيل المثال لا الحصر الرفع من متانة الاقتصاد السعودي وعدم الاعتماد الكلي على النتاج النفطي بنسبة 40% ليصل في النصف الأول من عام 2021م إلى عائد مالي قدره / 23.5 مليار ريال بالإضافة للنمو التجاري الإلكترونية وتمكين المرأة والرفع من مساهمتها في سوق العمل فضلاً عن زيادة رخص الاستثمار الأجنبي بنسبة130% وتحقيق كفاءة عالية في إنتاج المياه المحلاة والتي تعد الأعلى عالميًا بالإضافة لإطلاق مشاريع استثمارية وسياحية في كل من نيوم والبحر الأحمر والقدية والدرعية ومحافظة العلا والأحساء والمنطقة الجنوبية وإنشاء ما يزيد على مائة شركة محلية تعمل في قطاع الطاقة المتجدد وزيادة الأموال المخصصة لصندوق التنمية الصناعية لما يزيد على مائة مليار ريال وإطلاق الوكالات الإلكترونية ضمن التحول الرقمي في الخدمات العدلية وتوسيع شبكة الألياف الضوئية وإنشاء مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) ومشروع الأمير محمد بن سلمان لإعمار جميع المساجد التاريخية في كافة مناطق المملكة فضلاً عن تطوير التعليم والاهتمام بجودته ومخرجاته وكذلك الاهتمام بصحة المواطنين ووقايتهم من الأمراض لتصبح مضرب المثل على مستوى العالم لا سيما وقتما انتشر وباء كورونا وكذلك كل ما يتعلق بالرياضة ورياضة الفروسية وسباق الهجن وتوفير الوحدات السكنية لآلاف المواطنين المحتاجين والاهتمام بالنواحي البيئية والزراعية والصناعية ومنافسة العالم في مجالاتها الإنتاجية المتعددة الأغراض تلكمُ هي سعوديتنا العظمى التي نفتخر بها ونعتز مهنئين بهذه المناسبة الوطنية قيادتنا الرشيدة بما حققته من منجزات ومشاريع جبارة سيخلدها التاريخ بأحرف من نور وهو ما يستوجب المحافظة عليها وعلى مقدراتها الوطنية والتصدي لأي عدوان خارجي أو عمل تخريبي يحد من حركتها التنموية أو يزعزع من أمنها واستقرارها والابتعاد بصورة نهائياً عن كل ما يثير الفتن والقلاقل والنزعات الطائفية والقبلية وما يُمكن المتربصين والحاقدين والحاسدين وأعداء الوطن من تحقيق أهدافهم البغيضة بالإضافة لترسيخ مفاهيم الانتماء الوطني في نفوس الأبناء وحبهم للوطن بحيث لا يتوقف عند حد الأقوال من خلال ترديد أناشيد وطنية أو إقامة محافل وخطب عامة أو تعليق لواحات بهذه المناسبة في المدارس والأبنية والميادين العامة أو أتخاذ الانتماء لمجرد وثيقة سفر للتنقل بواسطتها حول العالم وإنما تجسيد ذلك على أرض الواقع بأعمال مخلصة وأمينة ونزيهة ومبدعة تخدم هذا الوطن على الدوام وتساهم في نهضته وتطوره وتقدمه وتألقه في كافة المجالات ذلك لأن وطننا هذا ليس ككل أوطان مجتمعات الأرض لتفرده باحتضان بيت الله الحرام والكعبة المشرفة قبلة المسلمين ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ونزول الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليصل إلى كافة أنحاء الأرض المعمورة .سائلين الله أن يحفظ  قيادتنا الرشيدة من كل سوء ومكروه وأن يجعلها ذخراً للإسلام والمسلمين وأن يديم على هذا الوطن الذي ننعم بخيراته على مدار الساعة عزه ورفعته وشموخه ونصره وتمكينه.