إن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة، وبضغطة زر تعرف الخبر في مشارق الأرض ومغاربها، وفي زخم مواقع التواصل الاجتماعي وكثرتها يسهل الوصول لمصدر المعلومة، والبحث عن صحة المعلومة من عدمها صار أسهل، ومع هذا فإننا نجد من يعشق الاجتزاء وتغليب الجزء الذي يريده على الجزء الذي لا يريده، فتنتشر معلومة صحيحة لكنها ناقصة، بغض النظر إن هذه المعلومة خبرا أو معلومة طبية أو معلومة رياضية أو معلومة علمية…إلى آخره.

بل بعضهم يتعمد أن يجعلك تظن أن الجزء الذي اختاره هو الجزء الصحيح دون سواه، بعض الاجتزاءات تغير المعنى كاملا، ولابد من أخذ صياغة الكلام كاملة دون حذف جزء منها خاصة إن كان الحذف مؤثرا، لأن الجزء المحذوف عندما يغير المعنى فأنت كذبت على لسان صاحب المعلومة، وربما كذبتك تبلغ الآفاق وتكتب عند الله كذابا، فتحرى أن تنقل المعلومة كاملة مادمت ترى إن الحذف سيغير المعنى، ولا تأخذ جزء من الكلام دون آخر إلا إن كان ذلك لن يؤثر في المعنى ورأيت إن الإيجاز يؤدي للمعنى دون خلل.