هو من أفنى حياته بين حروف الهجاء تلقيناً لمن لا يجد إلى ذلك سبيلا هو من قلب صفحات الكتاب شرحاً وتفصيلا هو من مسح على رؤوس الأطفال حبًا وأنطقهم الكلمة وردا واستقى عروق العلم نبعاً ورسم طريق الهداية نوراً هو من أخذ بيدي وأنار فكري وأبهج نفسي وأنطق لساني إعرابًا وشعرا ونثرا وحكمة وعلما هو الواقف أمام الجميع أبا وأخا وصديقا ومربيا وموجها وأنيسا هو الذي يُهاب قديماً ويُحترَم حديثاً لأنه القدوة هو الذي لا يشعر بالملل ولا بالضجر هو من يعلم الجميع ليكونوا سواسية في طلب العلم والصف.

إنه اليوم العالمي للمعلم هو البدايه في كل شيء هو النور الذي يشع في نهوض الأمم لا يكفيه يوم يمر مرور الكرام هكذا مع شروق الشمس ويختفى مع غروبها إن شمس المعلم مشرقة في نفوسنا وفي مكاتب أعمالنا وفي حضاراتنا هو الذي ما زالت طبشورة العلم يخط بها في سبورة الدرس بحروف جميله هو الذي ما زالت عصاه فيها إصرار الحزم وإصرار التوجيه والتربية السليمة .

إن هذا المعلم هو القاضي والطيار والطبيب والمهندس والتلميذ والجندي والضابط هو مزيج الورد الذي أشعل نور العلم في طريق الأمم هو كل شيء يقول الشاعر أحمد شوقي وقد شفى نفوسنا بهذا المدح الجميل تبجيلا:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا .. كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

لقد أشرقت الشمس اليوم تحمل اسمه وغربت وقد ذبل ورده لأنها مرت مرور الكرام كالذي يكفيه أن يلوح بيده في الفضاء صامتاً ، ما زال راس المعلم تتهادى إليه القبل لانه يستحق ذلك ، هذا هو المعلم والأستاذ يقف الاحترام مبتسماً أمامه ، والخجل تقديرا لشخصه ولاهتمامه ، والفخر منتشيا لوفائه .

ابتسم أيها الأنيق هكذا نعيش في الحياه

أبو خالد