كل شيء في عالمنا يُبنى بطريقة معينة، ولكل بناء أسس وقواعد، إن اختلت أحد هذه الأسس أو القواعد يصبح هذا البنيان هشا رقيقا سهل الهدم، إن عملية البناء تستغرق وقتا طويلا، وكلما حافظت على الجودة كلما عاش أطول، أن الأسس والقواعد ثابتة ولا تتغير إلا بالهدم، نعم قد تتغير أشياء أخرى ولكن كلها تعتبر أشياء ثانوية أمام الأساس والقاعدة، والإنسان بطبيعة الحال هو عبارة عن أسس قد بُني عليها، وهذه الأسس عبارة عن تراكمات عبر السنين اكتسبها من خلال دراسته ومن منزله ومن كل مكان يزوره، فأحدهم القاعدة عنده ثابتة والأساس متين وآخر متوسط وآخر خفيف وآخر قوته زائدة وهلم جرا.

لذلك تجد التباين بين الناس، فذات المشكلة تجد لها أكثر من حل بحسب ما بُنيت عليه شخصية هذا الإنسان، وتأكد أن هذه التراكمات والترسبات التي صنعت هذا الشخص وذاك إن كانت هشه ستهدم بسرعة وتزعزع الثقة وسيعاد البناء ولكن سيأخذ وقتا طويلا، فما بُني على مدى أعوام بعد سقوطه ستحتاج إلى أعوام لإقامة بناء جيد وعلى أسس وقواعد جيدة.