بالأمس نشرت إحدى صحفنا الكترونية خبرا جاء فيه أن معالي نائب وزير المياه والبيئة والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي افتتح في 11شعبان 1443هـ 14مارس2022م معرض الشرق الأوسط للدواجن تحت شعار (المساهمة في تعزيز الامن الغذائي) بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بالرياض بمشاركة 150 شركة وجهة عارضة من 30 دولة في مختلف قطاعات صناعة الدواجن .

مما يهدف الى دعم التبادل التجاري والعلمي بين الموردين الدوليين والمستثمرين المحليين وللاستفادة من الفرص التي توفرها حكومة المملكة العربية السعودية في صناعة الدواجن مما سيكون له اثر بخلق وظائف للكوادر الوطنية وتحدث عن إجمالي مبالغ الدعم المقدمة لقطاع الدواجن وعن كمية الإنتاج بالمملكة من طيور وبيض سنويا —- الخ.

حقيقة أن من يقرأ هذا التقرير ويصدق مضمونه يحس بأن بلادنا فعلا ستكتفي ذاتيا بإنتاج الدواجن وبيضها خلال فترة وجيزة ولكني حسب مرئياتي واطلاعي على الأحاديث المتكررة عن الدواجن والمشاكل التي تعترضها قبل وبعد الانشاء منذ اكثر من أربعين سنة حيث كانت البدايات في عام (1401 هـ) الموافق (1981 م) حينما تم إنشاء مشروع الوطنية للداجن الذي بدأ إنتاجه الفعلي في بداية (1402 هـ) الموافق (1982 م) بخمسة وثلاثين مليون طير في السنة ؛

وهذا المشروع يعتبر أكبر مزرعة دواجن في الشرق الأوسط ومن ثم توالى إنشاء مشروعات الدواجن سنة بعد أخرى وحسب ما قرأته أن عدد مشاريع الدواجن في فبراير2019م هو529 وأن نسبة تغطية الطلب بلغت 47% والوزارة لا تزال تعمل على رفع نسبة تغطية الطلب المحلي إلى 60 في المائة بحلول عام 2020.

حسب حديث المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور عبد الله أبا الخيل واليوم يقول معالي نائب الوزير المهندس المشيطي نسعى لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من لحوم الدواجن لأكثر من ٨٠٪؜ بحلول عام ٢٠٢٥، حقيقة يساورني الشك بعدم إمكانية الوصول الى هذه النسبة بهذا التاريخ ما دام أنه خلال الاربعين سنة الماضية لم نصل ولا إلى نسبة 50% فكيف نصل إلى 80% خلال ثلاث سنوات ولذا يبدو لي أن التوسع بتلك المزارع يحبو على الركب ؛

وهنا أتساءل لماذا هذا السير البطيئ جازما أنه سيمضي أكثر من الذي مضى دون أن نكتفي بالدواجن على الرغم من أن طريقة إنشاء المزارع أسهل بكثير من المشاريع المماثلة .

وهنا أتساءل ما هي العلل التي تحول دون الوصول الى الاكتفاء الذاتي إلى اليوم فأين الخبراء والعلماء والفنيين من تلك المشاريع فالأموال والحمد لله متوفرة فدولتنا اعزها الله بعد لم ولن تقصر .

ولكن ما دام أن الأبواب مفتوحة للاستيراد وبأسعار منخفضة لمنافسة المحلي ولعدم الجدية بالتوطين فسنحتاج الى سنين وسنين دون الاكتفاء الذاتي وإلى أن يبعث الله من يقف شامخا بوجه الاستيراد فننتظر.