الأصول العربية للهجة المغربية

أكثر المفردات والكلمات في اللهجة الدارجة المغربية لها أصول عربية فصحى وأغلبها يبدأ بالسكون وينطقونها بسرعة مثل كلمة (ازرب) تعني أسرع ، وهي من زرب الماء ، جرى وسأل ، ومنها المزراب على جنب المنزل لتصريف المياه ، والزرياب هو ماء الذهب ، ومزروب تعني مستعجل ، وبالزربة تعني بسرعة ، والزرب نبات شوكي يحاط به الجنان أو الحديقة في البوادي ، وزربية تعني حصير ، وكلمة (ديالي) فأصلها من (ذا لي) ولسرعة النطق حولت ل ديالي ، وكلمة بزّاف: تعني كثير ، أصلها : بجُزاف ، مع تسكين الجيم صارت : بجْزاف ، وهي بهذه الصورة وردت في نص باللهجة الصعيدية لابن سودون المصري المتوفى سنة 868ه ، ثم أدغم المغاربة الجيم في الزاي فصارت: بزّاف ، و أختها في مصر إلى الآن (بالزّوفة) بذات المعنى ، وكلمة (جوج) : بمعنى زوج ، ومنها تجوج أي تزوج ، جعلوا الزاي جيماً ، وأختها في تونس زوز ، جعلوا الجيم زاياً ، و أختهما في مصر جوز ، جعلوا كل حرف مكان الآخر .

وأهل شمال المغرب سكان مدينة طنجة وتطوان والناضور يقولون للنافذة الطَّاقَّةْ ، كما في اليمن أتت بمعنى الطوق حول الشيء لأن النافذة في جدار البيت ، أو في الغرفة إذا ما أخرجت منه رأسك كانت تطوق الرأس ، و (الطاقة) لغة فصيحة وقد استخدمها بديع الزمان الهمذاني في المقامات ، وكلمة (الهدرة) يريدون بها الكلام وأصلها العربي الفصيح الهذر وهو الثرثرة والكلام الكثير.
وهدر بمعنى: تكلم ، و هي كلمة عربية الأصل قيل الهذر بالذال المعجمة من الهذْر و هو الكلام الكثير هكذا وردت في كتاب لسان العرب.

وكلمة (العافية): ويريد بها المغاربة النار وقد ورد في المعاجم والقواميس العربية أن (العافية) أحد معانيها النار ، و (البصير) و يراد به الأعمى ، ويقولون للمريض سليماً أو مطبوباً وهذا مشهور عند العرب ، وكلمة (الروضة) ويريدون بها المقبرة وهذا من الفأل الحسن ، وكلمة (حذاك): يراد به قدامك وهو عربي فصيح ، وكلمة (عيّط عليه): ناداه ولفظ عيط عربية فصيحة ومعناها الجلبة و الصياح. وقد وردت في كتاب البيان والتبيين.

وكلمة (شعل): أوقد وهي كلمة عربية فصحى ، فقد قال الفيروزبادي :”شعل النار” : ألهبها كشعّلها و أشعلها “.

وكان العلماء في شروحاتهم على المتون الأندلسية بالخصوص ينبهون على بعض الاصطلاحات العربية التي تميز بها المغاربة ، والكلمات المغربية في اللهجة الدارجة التي أصولها عربية فصحى كثيرة جداً ولا يتسع المقام لذكرها ولكن كما يقال: “يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق”.