الأخلاق أساس تقدم الأمم ورمز لثقافتها وحضارتها، وقد اهتم ديننا الإسلامي ليحث الناس على مكارم الأخلاق.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
فالأخلاق ثمرة عقيدة ومبادئ الأمة الإسلامية، فوصف الله عز وجل الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله “وإنك لعلى خلق عظيم”.

فمن داخل بيئة العمل أصبحت أخلاقيات العمل جزء أساسي لكل المنظمات المتقدمة والتي تبحث عن الرقي داخل بيئتها العملية، فوجود مجموعة من المبادئ والقيم الإيجابية التي تتفق عليها المنظمة هو السبيل لتوجيه الطاقات وتحفيزها للوصول لأعلى معدلات الإنجاز، فقد يحصل أن يكون العاملين على درجة من المهارة والخبرة، إلا أنهم قد يكونوا بحاجة إلى ما يشرع وينظم سلوكهم ويحفزهم لمزيد من العطاء ويرفعهم معنوياً وهذا يتحقق من خلال التزامهم بالقواعد الأخلاقية للعمل الذي يمارسونه.

هنا قواعد عامة تحكم في أخلاق الموظف داخل بيئة عملة:
1. الحرص على تأدية العمل بدقة وأمانة وإخلاص والتجرد عن أية اعتبارات خاصة قد تخل بالوظيفة.
2. تخصيص وقت العمل الرسمي في أداء المهام الوظيفية، والحفاظ على ذات المستوى من الأداء خارج أوقات العمل الرسمي إذا اقتضت مصلحة العمل ذلك.
3. أداء المهام الموكلة إليه وإنجاز العمل في الوقت المحدد.
4- التقيد في السلوك بقيم النزاهة وأداء جميع الواجبات التي تفرضها طبيعة العمل وتفرضها الأنظمة داخل المنظمة.
5- الحرص للحصول على المهارات والمعلومات الضرورية التي تمكن الموظف من القيام بالأعمال المطلوبة والمتوقعة منه.
6- الحرص على عدم الظهور بمظهر من شأنه المساس أو الإخلال بكرامة الوظيفة.
7- عدم استغلال المركز الوظيفي واستعماله لدى الغير لتحقيق مأرب شخصية.
فنجاح منظومة العمل وتحقيقها لأهدافها كما هو مرتبط بوضوح المهام والصلاحيات للموظفين، ومناسبة مكان العمل والتفاعل المتدرج مع الأخطاء المهنية، كلها عوامل مشتركة تسهم في الحفاظ على بيئة صحية مستدامة وتشجع الموظفين على إكمال تحقيق الهدف المشترك، وتكتمل بوجود أخلاقيات العمل باعتبارها الجزء الأساسي للمنظمة وبدونها لن تكون هناك قيمة لأهداف المنظمة وللراس المال البشري داخل المنظومة، وسيكون التعامل من منظور المخرجات للإنتاج من دون التفكير بالموظف.

فعلى سبيل المثال عندما تنعدم الاخلاق داخل بيئة العمل :
• القيادي بحسب موقع قيادته، يجد نفسه بأنه صاحب الفضل بوجود الموظف (كن معي او لن تكون بإدارتي) .
• الموظف العسكري يتعامل داخل العمل وخارجه بنظام الأمر والتوجيه من دون مراعات لمتلقي الأوامر والتوجيهات (أستعد أستريح يا أم العيال).
• موظف التعليم يتعامل مع بيئته المهنية والمجتمع الخارجي وكأنه الوحيد بامتلاكه للمعلومة يعني حصرياً (أنا الصح وأنت الخطاء).
• موظف المحاماة يرى بأنه عصا يوسف في إيجار الحلول القضائية وكأن الدستور القضائي قام بإنشائه (انت مجرم وانا صاحب الحق ولدي البينة).
• موظف الكوكتيل الذي تنقل من وظيفة الى وظيفة داخل بيئات مختلفة فتجده غير منتظم اخلاقيته في التعامل كأن يكون قانوني فانتقل لوظيفة إدارية فتجده القاضي والجلاد او موظف عسكري انتقل إلى بيئة أخرى فتجده الأمر والناهي ولك أن تتخيل معادلة التضاد (مهارة وخبرة + بيئة مختلفة +غرور فكري = طبطب وليس يطلع كويس)
• التقاء الموظفين داخل قاعة الإجتماعات (هُنا) تُعرف السلوكيات المهنية، فعندما يجتمع فريقين من منظمة واحد يعملون لتحقيق لهدف واحد، تجد التضاد بالآراء والتمسك كلاً برأيه متناسين الهدف من الاجتماع وكلاً يقول (أنت تتحملها عند المسائلة)

بإختصار …. أخلاقك أيه الموظف تتركز بأداء واجباتك الوظيفية بأمانة ونزاهة وموضوعية، والعمل باستمرار على تحقيق أهداف الجهة التي يعمل بها، وأن تكون ممارستك في حدود الصلاحيات المخولة لك، وأن تؤدي عملك بحسن نية ، متجرداً من سوء القصد أو الإهمال ، أو الضرر بالمصلحة العامة ، لتحقيق مصلحة خاصة له أو للغير ، وكن على خلقاً عظيم بعيداً عن تقسيم فريق العمل والبعد عن عبارة ( أنت تتحملها ) .