بالأمس صدر نظام يخص المسنين ويبين حقوقهم على المجتمع بصفة عامة وعلى ذويهم خاصة وقد عرّف النظام كبير السن بأنه «كل مواطن بلغت سنه 60 سنة فأكثر كما نص النظام في مادته «الثانية» على أن تقوم «الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية» بنشر التوعية والتثقيف المجتمعي لبيان حقوق كبار السن؛ لأجل احترامهم، وتوقيرهم هذه مقدمة لما سأكتب عنه تجاه حقوق آبائنا وأجدادنا المسنين // وفي البداية أسال هل يدخل ضمن الحقوق والتوقير ما يهمهم ويخصهم وما هم بحاجة اليه بالمساجد ؛ ولعل وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد تبين مالهم في المساجد ؛ وأنا أقول فحقوقهم في المساجد لا يحصلون عليها إلا ما ندر ففي مساجدنا ومن فضل الله علينا وكرم حكومتنا أعزها الله فيها من المكيفات والأنوار أكثر مما تحتاجه بكثير أقول بكثير ؛ وإذا دخلت المسجد ليس بأيام الصيف بل في هذا الشهر الكريم الذي فيه تتجلى رحمات رب العالمين ولكن نجدها مفقودة من بعض الرجال الأقوياء والشباب ؛ فإذا أدرت عينيك على الحاضرين لانتظار الصلاة ويليها التراويح تجد كبار السن إما في أطراف الصفوف أو في زواياهـ التي لا يصلها التبريد الجائر ؛ ولو سألته يا عم لماذا أبتعدت عن المكان المفضل كالروضة أو أول الصفوف الجواب أنهكنا البرد يعني المربعانية الصيفية الجائرة ؛ وإذا تكلمنا نجد أصواتا عالية والسنة طويلة وكأن واحدهم يريد ان يصفعك لعلو صوته لا يمهم سوى التمتع بالتبريد الزائد وعلى حساب هؤلاء المسنين الذين يمنعهم الحياء من النقاش الطويل والمطالبة بحقوقهم في المساجد ؛ والأدهى من هذا إذا كان التبريد وحدات فالأقوياء يوجهونها تجاههم وكأنها أعدت لهم فقط فكيف ستكون حال المسن الذي لا يحتمل البرودة الشديدة إذا كان قدره أن يصطف جوار هذا الرجل القوي ؛ والأمر الثاني تجد البعض من الرجال والشباب الأشداء الأقوياء يتسابقون على المتكآت التي هي بالأصل وضعت للمسنين ليجلسوا عليها لعدم تمكنهم من السجود أو ليتكئوا أو يسندوا عليها ظهورهم ؛ ولم يكتفوا بهذا ؛ بل إن البعض من هؤلاء يشغلون ما وجد من الكراسي عن المسنين الذين لا يجدون لهم مكانا على المتكآت أليس هذا عقوق وهضم لحقوق المسنين؟ الذي دعت إليه حكومتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين اعزه الله؟ والمسنون ضعفاء والنصر مقرون بهم فأين أولئك من قول الله (والذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما تُنصَرون بضعفائكم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (أبغوني ضعفاءَكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) أي اطْلُبُوا رِضَايَ فِي ضُعَفَائِكُمْ، وتقرّبوا إِلَيَّ بالتقرب إليهم وتفقد حالهم وحفظ حقوقهم والإحسان إليهم قولاً وفعلاً ألا يعلم هؤلاء الأقوياء الأصحاء أن مصيرهم ينتظرهم إن عاشوا بأن يحلوا مكان هؤلاء الضعفاء وهنا أتجه إلى وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد وعلى رأسها فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وهو ممن يمقتون الظلم ليعطي هؤلاء المسنين حقوقهم في مساجدنا فعلى الأقل تكون درجة التبريد بقدر ما يتحمله المسنون لا بقدر ما يرغبه الأقوياء بحيث تكون درجة التبريد فيما بين(26- 27) وفقا لتعميم الوزارة السابق ؛ ويا حبذا لو وجد ترمومتر داخل كل مسجد لقياس حرارته والله المستعان صالح العبد الرحمن التويجري