الإنسان اجتماعي بطبعه ، لا يحب أن يعيش وحيداً ؛ لذا تجده منذ نشأته وهو يكون علاقات ؛ تبدأ بدائرة صغيرة ثم أكبر وأكبر وهكذا تتسع الدائرة مع مرور المراحل العمرية للإنسان .

لكن هذا الكم الهائل من العلاقات لايصمد كثيراً ؛ فتجده يتناقص بشكل تدريجي ، ويتغير بالاتجاه التنازلي من الدائرة الأكبر إلى الدائرة الأصغر مركز بداية تكوين العلاقات الاجتماعية.

وللذين يتساءلون عن أسباب تقليص أو تقلص العلاقات الاجتماعية، ولِمَ لم تبقَ على ما كانت عليه ، وأفضل .

نقول لهم ليس العبرة بكثرة العلاقات، بل العبرة بجودة وانتقاء الأصحاب والأصدقاء الذين تكون بينهم قواسم مشتركة ؛ تسهم في سمو العلاقة ، وترسيخ قواعد بنائها؛ لتتقدم بمرور الزمن إلى الأنقى والأجمل والأروع .

وفي كثير من الأحيان الأطراف الآخرون هم من يسهمون في قطع العلاقات وهم أول من يناولون المقص لمن تربطهم بهم علاقة للإسراع في قطعها .

وذلك بفرض الرأي عليهم و اتهامهم باستمرار والشروع في الجدال العقيم في الحديث معهم، وحمل الضغائن ، والمبالغة في الشكوى و التشكي ، والشخصنة في الانتقاد ، والحكم السريع على تصرفاتهم.

وإنكار جميلهم ، وإفشاء أسرارهم .