هناك العديد من التقارير المحلية وايضا الدولية التي تتحدث عن تباطؤ النمو السكاني في المملكة خلال السنوات الماضية نتيجة انخفاض نسبة المواليد  تبلغ مساحة المملكة العربية السعودية حوالي 2,150.000 كم² وعدد السكان بالكاد يتجاوز الـ (37) مليون نسمة , من ضمنهم ما يقرب من (13) مليون مقيم أو زائر .

يعني تباطؤ في النمو السكاني مع وجود خلل في التركيبة السكانية بل هناك أيضا خلل في التوزيع الجغرافي للسكان , حيث أن النسبة الكبيرة من السكان تتركز في المنطقة الوسطى والغربية , وتكاد أن تكون شحيحة أو نادرة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط , والمنطقة الشمالية التي تحدها العديد من الدول والاردن والعراق وهنا تكمن الخطورة .

نحن نرفع شعار السعودية (العظمى) وأي دولة تطمح في أن تكون عظمى لا بد من أن تكون لديها مساحة جغرافية كبرى , وما تعطيه من ميزة لأي دولة مثل توفر الموارد الطبيعية والعمق الاستراتيجي والتنوع الجغرافي .

لكن هذا وحده لا يكفي فلا بد من توفر خزان بشري لا يقل عن (100) مليون نسمة , حتى تستطيع الدولة أن تنهض وتلبي احتياجات التنمية من الموارد البشرية .

الأهم من ذلك كله حتى تستطيع أن تدافع عن الوطن وتواجه أطماع الأعداء والجيران , في زمن أصبح قيام أي دولة بضم أراض من دولة أخرى من الأمور العادية , بل نجد أن المنظمات الدولية لا تحرك ساكنا .

أيضا لا بد من توفر قاعدة صناعية (مدنية وعسكرية) , وأن يكون هناك شبه إكتفاء ذاتي في الزراعة وللأسف فإن هذا كله تقريبا غير متوفر في الوقت الحاضر .

لا شك أن هناك تراجع في اعداد السكان في العديد من دول العالم مثل القارة الأوروبية العجوز . ويعود ذلك إلى أسباب عديدة مثل الفلتان الجنسي وتراجع دور الأسرة والشذوذ الجنسي وتحديد النسل .

وتحاول هذه الدول تعويض ذلك من خلال استقدام المهاجرين واللاجئين , ولهذا مخاطر كبيرة جدا على التركيبة السكانية بعد أن فشلت سياسة الدمج والتي تعني تنصير أو تغيير ثقافة المهاجرين .

لكن في السعودية اعتقد أن ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع مستوى الدخل وأزمة الاسكان والتحاق المرأة بسوق العمل وما ترتب على ذلك من ارتفاع سن الزواج وكثرة العوانس وايضا الاكتفاء بعدد محدود من الأطفال , ساهم ذلك في تباطؤ النمو السكاني .

سوف يترتب على ذلك العديد من الآثار السلبية مثل ارتفاع نسبة الشيخوخة في المجتمع كما هو الحال في أوروبا وما يشكله ذلك من ضغط كبير على القطاع الصحي وأيضا مصلحة معاشات التقاعد , والأخطر من ذلك كله أن نسبة الملتحقين في سوق العمل قد لا تستطيع أن تسد الفجوة الناتجة عن (التقاعد) .

وبالتالي سوف نضطر إلى استقدام المزيد من الأيدي العاملة الأجنبية في الوقت الذي نعمل فيه على تقليصها .

هذه المشكلة تواجه أوروبا حاليا (نقص الأيدي العاملة) بسبب أن هناك (16) دولة أوروبية تجاوزت فيها نسبة الوفيات نسبة المواليد (الضياع) .

لا بد من تشجيع الشباب على الزواج وتقديم الحوافز له سواء للأبناء أو الآباء وتأمين السكن لهم بأسعار رمزية .

الصين الخزان البشري الهائل والذي يزيد عن (1,400) مليار نسمة نجدها الآن تشجع المواطنين على إنجاب المزيد من الأطفال .