تمر هذه الأيام جميع الأسر التي لديها أبناء يستعدون لأداء اختبارات نهاية العام الدراسي الحالي، بحالة من الطوارئ بسبب القلق والتوتر الذي يشعرون به والاستعداد لتهيئة الأجواء وتنقيتها لأبنائهم مع مساعدتهم في تحضير أنفسهم لدخول الاختبارات بتركيز ذهني عال وراحة نفسية تساهم في اجتياز هذه المرحلة الصعبة بسلام والوصول إلى النجاح والتميز لأبنائهم.

والاختبارات هي أسلوب لفحص مدى فهم واستيعاب الطلاب للمواد الدراسية يتم من خلاله تحقيق الأهداف الأساسية للمواد الدراسية وبيان فاعلية أساليب وطرق التدريس المتبعة في التعليم وفاعلية المناهج والكتب الدراسية التي تساعد في رفع المستويات التحصيلية لدى الطلاب من خلال كفاءتها العالية في عملية القياس والتقويم حسب المراحل الدراسية.

وشخصيا أرى أن هناك ثلاث مراحل تكمن في هذه الفترة لابد من تقسيمها وتوضيحها للقراء الكرام وهي مرحلة ما قبل الاختبارات ومرحلة أثناء الاختبارات والمرحلة الأخيرة مرحلة ما بعد الاختبارات ولكل منها دور خاص لابد أن تقوم به الأسرة تجاه أبنائها بخطوات محددة ومنتظمة تساهم في نجاح الأبناء وتميزهم وهي:

أولا: مرحلة ما قبل الاختبارات :- وهي مرحلة الاستعداد والتهيئة وتتلخص في الآتي:

1- زرع الثقة في نفوس الأبناء وبث روح الأمل والتفاؤل وإزالة الخوف والقلق من نفوسهم بالاستعداد الجيد.

2- مساعدة الأبناء في وضع خطة للمذاكرة والاسترجاع ضمن جدول زمني يعتمد على جدول الاختبارات العام للمدرسة.

3- أهمية تنظيم نمط الحياة الصحي بتناول الأغذية الصحية والبعد عن الدهون والمشروبات المنبهة للأبناء.

4- تهيئة المكان المناسب والهادئ للأبناء من حيث الإضاءة والتهوية والترتيب والنظافة والنظام والراحة.

5- البعد عن مقارنة الأبناء ببعضهم البعض أو بغيرهم من الأقارب أو الجيران وذلك لوجود فوارق فردية بين الأبناء.

6- الحرص على منح الأبناء وقت مخصص للترفيه قبل الاختبارات بحيث لا يؤثر على برنامج المذاكرة المعد لهم.

7- التركيز على الجوانب الإيجابية للأبناء وتشجيعهم والثناء عليهم لرفع المعنويات وتقوية العزيمة والجهد لديهم.

8- تنظيم النوم وهو أمر مهم بحيث يتعود الأبناء على النوم والاستيقاظ باكرا لمنحهم فرصة للمراجعة والاستذكار.

9- استخدام أسلوب تلخيص الدروس في نقاط مهمة مبنية على الفهم الجيد وتسهل عملية الاستذكار والمراجعة.

10- دعاء الوالدين للأبناء مهم في هذه المرحلة بالتوفيق وتجاوز هذه الاختبارات بنجاح وتفوق وتميز.

ثانيا: مرحلة أثناء الاختبارات :- وهي المرحلة العملية لأداء الاختبارات وتتمثل في التالي:

1- إعداد وجبة إفطار جيدة بنظام صحي دون إفراط مع تناول السكريات للتزود بالطاقة والاستعداد للاختبارات.

2- نقاش الصباح قبل الاختبارات لتطمين الأبناء ومنحهم الثقة والقدرة على اجتيازها وتخطيها بنجاح باهر.

3- تعويد الأبناء على بدء الاختبارات بذكر الله والتوكل عليه وقراءة بعض الأدعية قبل البدء في الإجابة عليها.

4- استغلال أوقات الفراغ قبل وما بين الاختبارات في المدرسة للمراجعة والاستعداد للاختبار الذي يليه.

5- مساعدة الأبناء على عدم الانشغال بنتائج المواد التي تم اختبارها والتركيز على القادم منها والاستعداد له.

6- استغلال مرحلة الاختبارات في تدريب الأبناء على إدارة واحترام الوقت وحسن استغلاله واستثماره للمذاكرة.

7- بعد أداء كل اختبار يفضل الحصول منهم على ملخص عن الإجابات للاطمئنان مع عدم الدخول في تفاصيل كثيرة.

8- القرب من الأبناء خاصة أثناء الاختبارات لمعرفة ومتابعة احتياجاتهم الدراسية واستفساراتهم وأسئلتهم.

9- حبذا لو تفرغ الأبوين في هذه المرحلة للأبناء قدر الإمكان والحرص على حضورهم وعودتهم مبكرا لاستغلال الوقت.

10- إبعاد الأبناء عن أي ضغوطات أسرية أو مشاكل قد تؤثر في نفسياتهم واستخدام أسلوب المرح والترفيه أحيانا.

11- زيادة جرعات العناية والاهتمام في ليالي اختبارات المواد العلمية الصعبة لزيادة التركيز والمذاكرة والفهم.

12- تحذير الأبناء من الغش لأنه معصية لله تعالى وحيلة العاجزين وأسلوب غير المسلمين والمسلمات.

ثالثا: مرحلة ما بعد الاختبارات :- وهي مرحلة الإجازة الصيفية وما يتم فيها من خطوات مثل:

1- عند ظهور النتائج لابد من تقبلها كما هي وعدم توبيخ المقصرين ووضع خطة لتحسين وتطوير نقاط الضعف لديهم.

2- إشراك الأبناء في وضع خطة التطوير والتحسين لنقاط ضعفهم من أجل الالتزام والتقيد بها في المرحلة القادمة.

3- مكافأة المتفوقين والمتميزين وشكرهم على جهودهم المبذولة في مرحلة الاختبارات لاستمرار النجاح والتفوق لديهم.

4- بالنسبة للمتفوقين حبذا أن تكون هناك خطة للعمل أو التدريب في فترة الإجازة الصيفية لتنمية مهاراتهم وقدراتهم.

5- المحافظة على نمط الحياة الصحية من حيث الغذاء الصحي والنشاط الرياضي وتنظيم النوم المبكر والاستيقاظ.

6- تدريب الأبناء على مشاركة الأسرة مسئولياتها في المنزل أو الأعمال الخيرية والتطوعية في الجمعيات وغيرها.

7- تشجيعهم على الاستعداد للسنة القادمة بالحصول على كتب بعض الزملاء الذين سبقوهم للاطلاع والمعرفة.

8- الاستفادة من المراكز والبرامج والأنشطة الصيفية المفيدة التي يتم إعدادها لعدم التعود على الكسل والخمول.

وأخيرا وليس آخرا، فإن نجاح الأبناء مسؤولية كبيرة على عاتق الأسرة كافة، يشارك فيها الأبناء بدرجة كبيرة بالتزامهم وتنظيمهم للوقت والاهتمام والتركيز والهدوء في هذه المرحلة الحساسة، ولكن تبقى القيادة في قبضة الأبوين في كل أسرة بالتحكم في عجلة قيادة الأبناء إلى الطريق الصحيح والتعامل الأمثل لكل هذه المراحل التي تم ذكرها سابقا بما يتناسب مع إمكاناتهم وطريقة فهمهم واستيعابهم لخطورة المرحلة وذلك من أجل الوصول بهم إلى بر الأمان في نهاية الطريق وتحقيق النجاح والتميز الذي يهدف إليه الجميع في الأسرة من منطلق ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.