خلال الأيام القليلة الماضية قام طالب في مصر باطلاق النار على زميلته في الجامعة فأرداها قتيلة , وبعدها يتكرر نفس المشهد في الأردن .

طبعا السر في ذلك يكمن في (العشق الممنوع) الذي أشعل نارا وخرب ديارا (العفن الفني) , فكم من بيوت كانت آمنة مطمئنة كان للمسلسلات والأفلام الهابطة دور كبير في تدميرها وتحويلها إلى أطلال ، تجد الاسر تستغرق في البناء لسنوات طوال (التربية) ثم يأتي الاعلام ويهدم ما تم بناؤه في ساعات ؟! .

حيث يمجد هذا النوع من الفن الساقط البطل الذي ينقذ المرأة من العدو كي تقع في أحضان الصديق راضية مرضية (كأنك يا ابو زيد ما غزيت) !! . وللمعلومية فإن كلمة فنان في اللغة تعني (الحمار) !! . طبعا الشباب الذين هم بدورهم ضحايا قبل أن يكونوا جناة يحاولون تقليد ذلك البطل الدنجوان(زير النساء) .

ناهيك عن تحول الجامعات إلى دور لعرض الأزياء بدون وجود أي ضابط أو رادع , بل نجد أن هذا الفلتان وصل إلى الشوارع والمواصلات العامة وفي مقرات العمل (الاختلاط) ؟! . والشباب وسط هذا الطوفان من الإثارة والإغراء يريد أن يقضي حاجته البيولوجية بأي وسيلة (السعار الجنسي) .

انسداد الأفق السياسي والأوضاع الاقتصادية المتردية والفساد المستشري , تجعل من تأمين مستلزمات الزواج من عاشر المستحيلات (الحلال) ، في الوقت الذي تذلل فيه كل المعوقات التي تحول دون ارتكاب الخطيئة (الحرام) .

يجب أن لا ننسى أن الفقر يدمر أخلاقيات الشعوب . في عالم يسيطر عليه (اليسار) الذي يدعو إلى الاباحية الجنسية والشذوذ , والذي يسخر جميع المنظمات الدولية والحركات النسوية للدفاع عن الانحطاط الأخلاقي . المنظمات الدولية لا يعدو عن كونها مخلب قط في أيدى ضباع العالم (الغرب) .

والطابور الخامس الذي يتصدر المشهد الاعلامي الذي يعمل جاهدا على شرعنة الشذوذ الجنسي وكل ما يقرب منه من قول أو عمل .

ناهيك عن ما يسمى بمنظمات حقوق المرأة (النسوية) والتي تعمل على هدم البنيان الذي تقوم عليه الأسرة في الاسلام .

من يعتقد أن ما حصل هنا وهناك لا يعدو عن كونه مجرد حالات فردية فقد جانبه الصواب .

اعتقد أن دوامة العنف في الجامعات سوف تتمدد وتتوسع رأسيا وأفقيا وسوف تنتقل إلى دول أخرى , كما هو حاصل في أمريكا (الجامعات , المدارس , دور العبادة , الحانات ..) , قال تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا .

طبعا تجد من يتصدرون المشهد الاعلامي من أشباه وأنصاف المثقفين يطرحون بعض الحلول على وزن ( تشديد العقوبات , التمسك في القيم الاجتماعية ..) , يعني تجريب أو اجترار المجرب الذي ثبت فشله , ولا ابالغ اذا قلت بأن هؤلاء لا يعدو عن كونهم جزء من المشكلة وليس الحل , في المقابل نجدهم ينطبق عليهم قوله تعالى : وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ .

دكتور وداعية مصري في تعليقه على قتل الطالبة الجامعية في مصر والتي دعا فيها إلى الحشمة والزي الموحد .. , نجد ان الدنيا كلها قامت عليه من قبل من يتصدرون المشهد الاعلامي والمنظمات النسوية ؟! .

العقوبات الرادعة وحدها لن تكون كافية مع جيل بلغ أقصى حالات اليأس والاحباط ولا يوجد هناك شيء يمكن أن يخسره يعني (بايعينها) ؟! , العقوبات في الاسلام (قصاص , حدود , تعزير ..) يعني نظام متكامل لا يمكن تجزئته وتفصيله على مقاس أحد (دين ودنيا) .