انطلاقاً من رؤيةِ صاحبِ السموِّ الملكي الأميرِ محمدِ بنرِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز وليِّ العهدِ نائبِ رئيسِ مجلسِ الوزراء رئيسِ مجلسِ إدارةِ الهيئةِ الملكيةِ لمحافظةِ العُلا – حفظه الله -، الراميةِ إلى تطوير المحافظة وتحويلها إلى وجهة للتراث العالمي، أَعْلَنَتِ الهيئةُ الملكيةُ لمحافظةِ العُلا خطةَ إطلاقِ مشروعِ “وادي الفن” الذي يُعَدُّ أحدَ الأصولِ الثقافية لمخطط “رحلة عبر الزمن” الذي سبقَ أنْ أطلقَ سموُّ وليِّ العهدِ رؤيتَه التصميميةَ في أبريل العام 2021م، لجعل المنطقة وجهةً عالميةً رائدةً للفنون والتراث والثقافة والطبيعة؛تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويأتي الإعلانُ عن هذا المشروع؛ ترجمةً لرؤيةِ سموِّ وليِّ العهدِ، نحو تطوير المحافظة وحماية التراث الطبيعي فيها ومشاركة تاريخها الثقافي الثري مع العالم أجمع.

وتُقَدَّرُ مساحةُ “وادي الفن” بـ 65 كيلومتراً مربعاً،إذْ من المقرَّر اكتمالُه في العام 2024م، وسَيَتَضَمَّنُ أعمالاً فنيةً مستمدةً من طبيعةِ العُلا الفريدةِ لأشهر الفنانين السعوديين والعالميين، حيث سيستقطبُ عُشَّاقَ الفنِ من جميع أنحاء العالم؛كون هذه الوجهة تُشَكِّلُ مزيجاً فريداً يجمعُ الأعمالَ الفنيةَ الإبداعيةَ المتكاملةَ مع البيئة الطبيعية.

وأَكَّدَتِ المديرُ التنفيذيُّ للإدارة العامة للفنون والصناعات الإبداعية في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا نورا الدبل أنَّ “وادي الفن” سيسهمُ في تعزيز الإبداع في محافظة العُلا، وسَيُقَدِّمُ تجاربَ استثنائيةً لأهالي العُلا وزُوَّارِها، مشددةً على مواصلة العمل على تعزيز الإرث الفريد للعُلا، الذي سيكونُ له دورٌ كبيرٌ في تحقيق الرؤية المستقبلية الهادفة إلى بناء اقتصاد ثقافي.

ويشملُ البرنامجُ الأوليُّ الذي سَيُقَامُ أواخرَ عام 2022م،ويسبق افتتاح “وادي الفن” في العام 2024م؛ معارضَ مؤقتةً ومقراتٍ للفنانين وندواتٍ عامة، وسيصاحبُ ذلك الكشفُ عن الأعمال الفنية الخمسة الأولى برنامج حيوي للزوار، يشملُ العروضَ والجولاتِ عبر الوادي، إلى جانب الفرص التعليمية لأبناء وبنات الوطن في العلا والمملكة.

ويشاركُ في “وادي الفن” نخبةٌ من أبرز الفنانين والفنانات السعوديين والسعوديات، إضافة إلى أبرز رواده العالميين، ومنهم: منال الضويان، وأحمد ماطر، وأجنيس دينيس، ومايكل هايزر، وجيمس توريل، الذين سيشاركون بأعمالٍ تناقشُ موضوعاتٍ عدة؛مثل الذاكرة الجماعية والفولكلور والحضارة والإنجاز وأهمية الضوء، وتمثلُ هذه المشاركاتُ بدايةَ برنامجٍ سيستمرُ في استقطاب المزيد من الفنانين.

ويعدُّ “فن الأرض” أسلوبًا فنيًا يهدف إلى لفت الانتباه للبيئة وأهمية المحافظة عليها، حيث ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر الستينيات الميلادية الماضية، ويسعى إلى عدم إقامة الأعمال الفنية في المتاحف والمعارض المغلقة، وعوضاً عن ذلك، عرضها في متاحف ومعارض مفتوحة تقعُ في قلب الطبيعة.
وتمثلُ الفنونُ أهميةً بالغةً في رؤيةِ العُلا، وذلك لكونها إحدى الركائز الأساسية للهيئة الملكية لمحافظة العلا، حيث أقامَتْ “مهرجانَ فنون العلا” في فبراير الماضي، بمجموعة من الفعاليات كان من أبرزها: معرض “صحراء X العلا” في نسخته الثانية، الذي تمثلُ أعمالُه “فن الصحراء” وتتحدثُ عن مفاهيم السراب والواحات الصحراوية.

كما أطلقَت الهيئةُ برنامجَ إقامة العُلا الفنية في نسخته الأولى، الذي امتد على مدى 11 أسبوعاً وجمع ستة فنانين لمناقشة موضوع إعادة إحياء الواحة ويستهدفُ تنفيذَ برامج إقامات فنية لاحقة في وادي الفن، وذلك لتعزيز الحوار والتعاون بين الفنانين وغيرهم من المهتمين بالفنون في المحافظة، وطوّرت الهيئة “مدرسة الديرة” مطلع العام 2020م التي تعدُّ مركزًا ثقافياً يُعنى بتنمية المهارات الحرفية وأساسيات التصميم.

ويعدُّ قطاعُ الفنون أحدَ القطاعات الرئيسية في ضوء رؤية العلا، التي استلهمت محاور رؤية 2030، والركائز الثلاث: “مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح”، عبر العديد من المبادرات، التي تم تنفيذ عدد منها، إضافة إلى ما تضمنه مخطط “رحلة عبر الزمن” الذي يبرزُ مواقعَ التراث والطبيعة؛ لتعزيز التنمية المستدامة، باستثمار كل المقومات المتاحة من أجل خلق روافد اقتصادية متنوعة.