شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية على قطاع غزة أطلق عليها عملية الفجر الصادق عفوا (الكاذب) طبعا هذه العملية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة .

وكالعادة أعلنت اسرائيل أنها قامت بتدمير عشرات الأهداف العسكرية (الوهمية) من باب استعراض العضلات .

الفصائل الفلسطينية المسلحة معظم قواعدها العسكرية تحت الأرض , وكل ما يطفو أو يظهر للعيان لا يعدو عن كونه قواعد عسكرية (خردة) .

يلاحظ في هذه المعركة أن إسرائيل تحاول شق صف المقاومة وإيقاع الفتنة بينهما , من خلال قولها بأن عملية الفجر الكاذب تستهدف حركة الجهاد الإسلامي فقط .

ولكن على أرض الواقع نجد جميع فصائل المقاومة تقف في وجه العدوان الإسرائيلي صفا واحدا ,الموقف العربي والإسلامي يتسم بالعجز وعدم القدرة على اتخاذ أي موقف ملموس وهذا بدوره يعكس حالة (التشرذم) التي يعاني منها المسلمين ؟! , مصر كعادتها أعلنت عن استعدادها للتوسط من أجل عقد هدنة بين الطرفين , مصر لا تملك من الأوراق ما يمكنها من ان تضغط فيه على طرفي النزاع وبالذات إسرائيل .

وجميع الاتفاقيات التي تم توقيعها تحت إشراف مصر لا تحترمها إسرائيل, الحقيقة أن تحقيق أي هدنة أو سلام بين غزة والكيان الصهيوني يحتاج إلى طرف قوي (الضامن) , وهذا بدوره غير متوفر في الوقت الحاضر, الغرب بقيادة أمريكا طرف منحاز في الصراع إلى جانب إسرائيل ولايمكن الوثوق به , يمكن في المستقبل القريب أن يكون للصين وروسيا دور أكبر في إحلال السلام العادل في فلسطين المحتلة , إسرائيل بدورها تمر في حالة من الإنقسام الحاد سواء كان ذلك في المجتمع أو القيادة السياسية والوقت لا يعمل لصالحها .

السلطة الفلسطينية (دايتون) قدمت شكوى على إسرائيل إلى مجلس الأمن وهي بذلك كمن يشكو خف البعير إلى البعير ؟! .

لأول مرة نجد أن الموقف الأوروبي (فاتر) جدا وكأن الأمر لا يعنيه , فحرب أوكرانيا والكيل بمكيالين عرى الغرب نهائيا حتى من ورقة التوت(ملط) . ولم يعد بمقدور أي دولة غربية أن تلقي علينا دروس في حقوق الإنسان وحق تقرير المصير وحرية التعبير .. , بامكانهم أن يتحدثوا في مواضيع تافهة على وزن (الشواذ جنسيا , الحيوان ، الطفل ..) .

العدوان على غزة أثبت أن القبة الحديدية فشلت فشلا ذريعا في صد الهجمات الصاروخية وأن أكثر من 50٪ منها استطاعت ان تجتازها بنجاح , وأن فصائل المقاومة قد استفادت من الحروب السابقة في تطوير منظومتها الصاروخية , الهجمات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة لا يعدو عن كونها نوع من الحروب العبثية , ولن تصب في صالح صانع القرار الإسرائيلي أو تحقيق الأمن لقطعان المستوطنين .

أخيرا يحاول (المجوس) في إيران وأذنابهم في لبنان والعراق من استثمار الحدث لصالحهم من خلال الإدعاء بدعم المقاومة وتحرير (القدس) ، وهي من أفعالهم وجرائمهم الوحشية في حق المسلمين في العراق وسوريا ولبنان واليمن براء .