نشرت البعض من صحفنا خبرا جاء فيه : أعلنت المؤسسة العامة للحبوب عن صرف مستحقات الدفعة التاسعة من مزارعي القمح المحلي، الذين قاموا بتوريد الكميات المخصصة لهم لهذا الموسم 1443/1444هـ، وقد بلغ إجمالي ما تم إيداعه لحسابات المزارعين البنكية لهذه الدفعة مبلغ (39,974,089) ريال، لصافي كمية (23,092) طن، وذلك لعدد (57) مزارعاً .

يذكر أن الكمية المستلمة من المزارعين حتى تاريخه بلغت (470,909) طن لعدد (1,675) مزارع —- الخ.

لا شك أن زراعة القمح في بلادنا خاصة وبما أنه هو المادة الغذائية الرئيسية في وطننا وإن كان الأرز يغلب على موائدنا لا شك أنه ذو أهمية كبرى لأنه أمن غذائي رئيسي لا يمكن التهاون بزراعته وتوفره في كل وقت وما مر علينا منذ 12عاما من توجيه بإيقاف زراعة القمح كان بمثابة خطأ استراتيجي حصل وبحجة كان من الأولى أن تحصل لإنتاج الاعلاف.

ولكن قدر الله ما شاء وفعل ومن المؤكد أن إيقاف زراعة القمح أدى إلى خسائر كبيرة لكثير من المزارعين، حيث احتاج التحول إلى زراعات أخرى لمبالغ أخرى جديدة أو أنه تسبب بإيقاف محاور الرش أو السقيا أدى إلى تحولها لكوم من الحديد (كخردة) عند البعض الآخر من مزارعي القمح والبعض تخلص منها ببيعها بأثمان بخسة (حديث المجالس).

ولكن السماح بزراعة القمح اليوم على أنقاض إيقاف زراعة الاعلاف وأن منح المزارعين الخيار بين زراعة المادتين لاشك أنه خيار ناجح ولكن ونظرا للحرب الجارية بين أكرانيا والروس أدى إلى الخوف من جفاف الأسواق من القمح وهذا ينذر بالخطر الدولي وكون بلادنا تكتفي بإنتاج القمح حو حصن حصين لكونه هو الغذاء الرئيسي في هذا الوطن.

ولربما يكون استيراد القمح من أكرانيا وغيرها أمر مستحيل أو أنه غالب الصعوبة غير أنني هنا أود ألا يصدر القمح بعد اليوم إلى خارج المملكة فالأرباح من بيعه لا تعادل قيمة الماء المستهلك لا نتاجه بل أدعو إلى عدم تصدير أي مادة زراعية أو حتى صناعية كالألبان ومنتجاتها التي تعتمد على الماء ما دام ماؤنا قد لا يتجدد أو أنه لا يتجدد متيقنا أن ما ينتج في بلادنا سيستهلك محليا ويحول دون الاستيراد .

وهذا هو الهدف الأساسي لوزارة المياه والبيئة والزراعة وما دام أن الحديث عن القمح أطرح هذا الرأي على معالي محافظ المؤسسة العامة للحبوب المهندس أحمد الفارس ألا وهو ((لم لا يكون؟ جزءا من انتاج الصوامع من القمح يصل المستهلك بنخالته)) نظرا لأهمية هذه المادة والتأكيد على ضرورة تناولها وذلك من قبل المهتمين بالتغذية وخاصة هيئة الغذاء والدواء والتأكيد على ضرورة وجودها بالخبز المحلي بمعني يكون هناك جزء من انتاج الصوامع بالنخالة وخاصة ما يصل الخبازين وتكون متناول المواطنين أيضا فاللهم أدم على وطننا الأمن والأمان واحفظ ولاة أمورنا وحصنهم بالبطانة الصالحة الناصحة .