لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار وعكسه في الاتجاه (نيوتن) . وهذا القانون الفيزيائي ينطبق على التربية , ما يزرعه الآباء سوف يرتد إليهم سواء كان ذلك سلبا أو إيجابا .

البعض من الآباء دائما وأبدا تجده يستعرض عضلاته على أطفاله , قد يعاني من مشاكل في عمله أو علاقاته الاجتماعية , والحل عنده يتمثل في صب جام غضبه على أطفاله ( التنفيس ) . يقوم بضربهم عندما يرتكب أحدهم أي خطأ ولو بسيط لا يسمح لهم باللعب مع أقرانهم وتجدهم دائما رهن الإقامة الجبرية في المنزل .

تجد الطفل وقد بلغ سن الرشد ومع ذلك تجده يتصرف مثل الطفل الصغير يلهو مع العاب الأطفال ويشاهد أفلام الكرتون ويلعب مع من هم أقل منه سنا بكثير ! , لأنه لم يعيش طفولته ولم يتعلم من تجارب الحياة (التعويض) وتجده حاد الطباع ومتقلب وسريع الغضب , لأنه عاش في جو (مكهرب) , ولم يفهم من لغة الحوار إلا الضرب والصراخ والسباب والشتائم .

قد يكون متفوقا في دراسته ولكنه بدون شك سوف يكون متخلفا اجتماعيا ؟! حتى عندما يتولى أي منصب تجده سرعان ما يفشل به , بل نجده يفشل في علاقاته الزوجية , لأنه لا يسنطيع أن يدير حوارا أو يحسن التعامل مع الآخرين , بل لا يستطيع أن يرفع رأسه في وجه أقرانه .

هكذا تعلم من والديه (التلقين) وكذلك (تنفيذ التعليمات) بدون أي جدال , مثل النظم العسكرية التي دائما وأبدا ما تفشل في إدارة الدول , لأن إدارة الدولة بحاجة إلى كادر مدني والفصل بين السلطات ومؤسسات مجتمع مدني قوية والرأي والرأي الآخر تنفيذ الأوامر بدون أي نفاش يصلح في الحروب , مع أنه حتى في الحروب تجد الإدارة المدنية هي التي تتحكم في العسكر وتكبح جماحهم وهي التي تصدر قرار الحرب والسلم .

التربية في الأبناء مثل التعليم في الإنسان (استثمار) , يعود بالنفع عل الآباء والأبناء معا وكله يصب في النهاية في صالح المجتمع .