منذ أيام قريبة نشرت إحدى صحفنا الكترونية خبرا هو أكثر من سار تمثل بما فعله شاب وبفعله يعتبر أنهى معاناة والد صديقه مع الفشل الكلوي وذلك بتبرعه بكليته لوالد صديقه لا شك أن هذا الشاب ضرب أروع مثال حينما تنازل عن جزء مهم من مكونات جسمه المهمة ولمن تبرع؟؟ (لأبيه –لأخيه – لعمه – لخاله – لابن عمه).

بل لأبي صديقه وقد يكون هذا الصديق بعيدا عنه من حيث القرابة ولكن الصديق هو من تجده عند الضيق وقد يقول قائل لم لا يتبرع هذا الابن لأبيه هنا نقول ونجزم أنه تمنى أن يكون هو المتبرع.

ولكن قد يكون هناك عوائق أي عوائق لأن من المعلوم أن التبرع للأب من الابن هو من صفات البر بالوالد وبر الوالدين كما نعلم أمره عظيم بعكس العقوق فأمره وخيم بل هو من الاحسان (وبالوالدين إحسانا) .

وينطبق على تبرع هذا الشاب لأبي صديقه منطوق الحديث (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وهذا الفعل هو دليل على عمق الصداقة وكما في المثل ربما أخ لم تلده أمك وكلام المتبرع (أن تبرعه جاء عن قناعة تامة نابعة من سماحة الدين الإسلامي، وحثه لنا على التآلف والمحبة،)دليل على وعيه وثقافته ورغبته بتمتين الصداقة مع صديقه هذا إضافة لتحقيق الأُخوة بينه وبين صديقه.

وبصراحة أقول للشابين بورك لكما بتلك الصداقة العميقة التي وصلت آثارها لهذا الأب أسال الله أن تتم الصحة والعافية لكل من المتبرع ومتلقي تبرعه وأن يتمكن الصديق الابن من رد هذا المعروف الجميل بما يماثله أو يزيد لصديقه الوفي والمثل يقول (مَن يعملِ المعروفَ لا يُعدَمْ جوازيَه = لا يذهبُ العرفُ بين اللهِ والناسِ).

وفي الحديث (من صنع اليكم معروفا فكافئوه فإنْ لم تَجِدوا ما تكافِئونَه فادْعُوا له حتى تَرَوا أنَّكم قد كافَأْتُموه).

وحري بمعالي وزير الصحة أن يكرم المتبرع بما يتناسب وتبرعه فعمله الإنساني لا يقل أهمية من المتبرع بدمه ولكن الكلية لا تعود كما يعود الدم وأرى أن يعطى الأولوية في زراعة أي عضو يحتاجه خاصة الكلى لا أحوجه الله إلى ذلك وختاما أقول: أنعم بك من شاب شهم وأنعم بكما وصداقتكما التي تجاوزت الحدود وغمرت الأب من حيث لا يحتسب – اللهم اكثر من أمثالهما واشدد على أيديهما وأدم صداقتهما واجز المتبرع خير الجزاء وعوضه خيرا كثيرا وإنا لناظروه قريب.