يتطلع المنتخب الوطني للتتويج باللقب الرابع خليجياً من خلال مشاركته في النسخة الـ 25 من دورة كأس الخليج العربي التي انطلقت اليوم بمدينة البصرة في العراق، وتستمر إلى 19 يناير الحالي، وذلك بعد فوزه على نظيره اليمني بهدفين مقابل لاشئ في المباراة الإفتتاحية لخليجي 25.

وكان الأخضر قد حقق البطولة في نسختها الثانية عشرة في الإمارات عام 1994، قبل أن يحرز لقبين متاليين في النسخة 15 التي أقيمت بالرياض عام 2002، ثم الكويت في 2003.

وشارك المنتخب السعودي في الدورة العشرين التي أقيمت في اليمن 2010 وبلغ خلالها الدور النهائي، والدورة الثالثة والعشرين التي استضافتها الكويت عام 2017 وودع خلالها البطولة من دور المجموعات.

وتولى تدريب الأخضر في مشاركاته السابقة 21 مدرباً، أبرزهم المجري فيرينتس بوشكاش، والبرازيلي ماريو زاغالو الذي أشرف على المنتخب في الدورة السادسة وبداية الدورة السابعة قبل أن تتم إقالته بعد الخسارة من العراق ويتم إسناد المهمة للمدرب الوطني خليل الزياني.

ومن ضمن الأسماء المميزة التي أشرفت على الأخضر، الألماني أوتو فيستر، الأرجنتيني غابريال كالديرون، الهولندي فرانك ريكارد، الفرنسي هيرفيه رونار، الهولندي جيرارد فان در ليم الذي حقق لقب النسخة السادسة عشرة عام 2003، فيما برز في صفوف الأخضر خلال الدورات الماضية مجموعة كبيرة من اللاعبين، أبرزهم ماجد عبدالله الذي يتصدر قائمة هدافي المنتخب برصيد 17 هدفاً ووصيف هدافي البطولة بفارق هدف وحيد عن الكويتي جاسم يعقوب، واحمد عيد الذي توج بجائزة أفضل حارس 1970 و 1972، وفؤاد أنور الذي فاز بجائزة هداف البطولة 1994، كما برز محمد الدعيع الذي فاز بجائزة أفضل حارس لدورتين متتاليتين 2002 و2003، وصالح النعيمة وصالح خليفة وفهد الهريفي ويوسف الثنيان واحمد جميل وسامي الجابر وحسين عبدالغني وفهد المهلل وغيرهم من اللاعبين.

وفي نسخة خليجي 25، وقع المنتخب السعودي في المجموعة الأولى التي تضم العراق واليمن وعمان، ويأمل المدرب سعد الشهري بالسير على خُطى المدربين الوطنيين محمد الخراشي الذي قاد الأخضر للفوز بلقب 1994، وناصر الجوهر في 2002.

ويعتبر الشهري، رابع مدرب وطني يقود المنتخب في دورات الخليج، بعد المدرب القدير خليل الزياني في 1984 و1986، محمد الخراشي الذي قاد الأخضر في الدورة الثانية عشرة، وناصر الجوهر الذي تولى المهمة مرتين، الأولى في الدورة 15 بالرياض، والثانية في الدورة التاسعة عشرة بعُمان عام 2009.

وتأتي مشاركة المنتخب السعودي في النسخة الـ 25 من كأس الخليج والمقامة بمحافظة البصرة العراقية، في إطار الدعم الذي تقدمه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – للشعب العراقي بفئاته كافة، لاسيما فئة الشباب.

وتجمع المملكة والعراق علاقات تاريخية تنسيق مشترك على أعلى المستويات، وتم عقد اتفاقيات وتوأمة بين وزارتي الشباب والرياضة في البلدين الشقيقين منذ العام 2017، متوجة بذلك جهوداً مشتركة لتعزيز علاقات البلدين الشقيقين، وتمثل مشاركة المملكة ودول الخليج في النسخة الـ 25 من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي تستضيفها محافظة البصرة حدثاً تاريخياً للعراق، حيث كانت آخر استضاف للبطولة في العراق في نسختها الخامسة عام 1979 م أي قبل 44 عاماً، وستسهم مشاركة المملكة ودول الخليج في البطولة في دعم استضافة العراق لبطولات وفعاليات مستقبلية.

وكان المنتخب السعودي سبق أن شارك في لقاء ودي مع المنتخب العراقي على ملعب البصرة، بهدف كسر الحظر الذي كان مفروضاً على الملاعب العراقية منذ 33 عاماً، حيث حضر المنتخب السعودي إلى العراق في العام 2018، وأسهمت تلك المباراة في إزالة كثير من المخاوف من عدم قدرة العراق على تنظيم المباريات الدولية التي تشهد حضور منتخبات كبير.
وإلى جانب مجال الرياضة، حرصت حكومتي المملكة والعراق الشقيقين على تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات من خلال تفعيل أنشطة مجلس التنسيق السعودي العراقي، وكذلك تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين، بما يحقق المصالح الوطنية المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.

الجانبين السعودي والعراقي من جهةٍ أخرى وقعا 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم في جميع المجالات، والتي سيكون لها أثراً كبيراً في رفع مستوى التعاون بين البلدين بما يحقق تطلعات قادتيهما وشعبيهما الشقيقين، وسيسهم تفعيل مشروع الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، في دعم قدرات العراق على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.وتلتزم المملكة بدعم أمن واستقرار وتنمية العراق، وتأمل أن تستمر مسيرة النجاح للحكومة العراقية في السعي نحو استقرار وازدهار جمهورية العراق، بما يضمن استقرار العراق ووحدة أراضيه، وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب العراقي، كما تدعم تضافر الجهود الإقليمية والدولية كافة لتحقيق ذلك.

وتبذل المملكة والعراق جهودًا ملموسة لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الثقافي، إذ شاركت المملكة في معرض بغداد الدولي للكتاب في العام 2019، كما كان العراق ضيف شرف “معرض الرياض الدولي للكتاب 2021″، حيث تسهم مثل هذه المبادرات في تعزيز أواصر العلاقات بين البلدين الشقيقين عبر التواصل الثقافي بما يحقق ما يصبو إليه الشعبين العراقي والسعودي من مد جسور أخوية راسخة.

وعززت المملكة والجمهورية العراقية تعاونهما في مجال النقل، من خلال الاتفاق على إعادة تأهيل وتهيئة منفذ جديدة عرعر في الجانبين السعودي والعراقي، و تنفيذ مشروع توسعة الطريق الرابط بين المنفذ والحدود السعودية، بإنشاء جسرين يعبران وادي عرعر بتكلفة بلغت 78 مليون ريال، إذ تدعم المملكة جهود الحكومة العراقية في مجال تنمية وتأهيل القوى البشرية، إذ أطلقت وزارة التعليم السعودية بالتنسيق مع الجانب العراقي برنامج “منح النخب”، لتقديم 100 منحة دراسية سنوية للطلبة العراقيين لمدة 5 سنوات في جامعات المملكة، تشمل جميع التخصصات الإنسانية والعلمية والهندسية والصحية في مراحل البكالوريوس – الماجستير – الدكتوراه.

يذكر أن الصندوق السعودي للتنمية وقع اتفاقيتي قرضين لتمويل المشروعات في العراق، إولاهما لإنشاء صوامع الغلال في (الديوانية) بقيمة 25 مليون دولار، والثانية لتشييد مستشفى الصقلاوية ب15 مليون دولار.