بيئة العمل هي المسكن الثاني للموظف في حياته، ويتطلع كل موظف بأن تكون بيئة العمل مثالية، ومريحة، ومحفزة للعطاء، والإنتاج.

فكل موظف يقضي ثلث حياته في العمل، ولذلك الوجود الطويل داخل منظمته، يتوجب إيجاد مسببات البيئة الإيجابية والصحية والمحفزة لتفادي الضغوطات ولتحسين بيئة العمل.

فتوفير مكان عمل ملهم ومحفز للموظف من المتطلبات الجوهرية التي يجب أن تضعها قيادات المنظمة الناجحة في مخططاتها الأولية، لأنها تدرك جيدًا أن كل ما تستثمره اليوم في إعداد بيئة عمل محفزة هو الاستثمار الأنجح لتحقيق أهداف المنظمة، في وقت أقصر وبتكاليف أقل وجودة عالية.
ما هي بيئة العمل المحفزة؟

هي المكان الأنسب للعمل والصحية المثالية، وهي مجموع من العوامل التي تجعل الموظف يصل الى تحقيق أعلى درجات العطاء المهني والاندماج بالمنظمة وهذه العوامل منها ما هو مادي (دخل مناسب، حوافز، ترقيات) ومنها ما هو نفسي (التفاعل مع الموظفين داخل المنظمة وخارجها بطرق اجتماعية منهجية سليمة ومشاركة لأحوالهم العامة والشخصية) ومنها ما هو مهني (إدارة حكيمة وتفاعلية، آليات عمل ممتعة وسلسة، أدوات عمل حديثة, أجواء عمل صحية, خلق روح التعاون والمنافسة المهنية السليمة).

وهذه العوامل (المادي والنفسية والمهنية) لابد من دراستها بشكل أكثر تفصيلا من قبل إدارة الموارد البشرية للاحتفاظ بالموظفين وتوفير بيئة عمل صحية ومنتجه وسليمة لتحقيق الجوانب الثلاث:

أولاً: الرضا الوظيفي والرغبة في تعلم المزيد وتحقيق أفضل النتائج.

ثانياً: الإحساس بالاستقرار ماديا، واجتماعيا، ونفسياً، وعقلياً.

ثالثاُ: الحصول على الدعم اللازم وقت النجاح والفشل لتحقيق الاستمرار.

سؤال يتكرر كيف يمكننا من توفير بيئة العمل المحفزة، التي تحافظ على الموظفين لأطول فترة ممكنة ولتعتمد عليهم في تحسين الكفاءة ورفع الانتاجية.

للإجابة على ذلك (بتحسين و تطوير بيئة العمل)
يقول (روبرت ليفرينغ): مكان العمل الرائع هو المكان الذي تشعر فيه بالثقة في الجهة التي تعمل لديها، وتشعر بالفخر بما تقوم به، ويسعدك العمل مع الأشخاص الذين تعمل معهم.

ومن أهم النقاط لتوفير بيئة العمل المحفزة لضمان مساعدة الموظفين على التقدم وتحقيق أفضل ما لديهم، ولتحصل المنظمة على الإنتاجية الأفضل:

1- سهولة التواصل بين القيادات والموظفين.

2- توفير فرص تدريب وتعلم مستمرة.

3- تحفيز الموظفين وتقدير مقترحاتهم.

4- تعزيز الفخر والولاء والانتماء للمنظمة.

5- توفير جو مناسب يدعم روح الفريق الواحد.
الخلاصة:

من أكبر التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية في أي منظمة كثرة الاستقالات، وغالباً يغادر الموظف لأن بيئة العمل سلبية وطاردة، لذلك يجب توفير بيئة عمل صحية ومثالية التي تساعد المنظمة على النجاح وتشجيع الموظفين على البقاء وتقديم أفضل ما لديهم.

فتعزيز العلاقة بين الموظف والقيادات ومكان العمل وزيادة جو الرضا العام ينعكس بشكل إيجابي على إنتاجية الموظف وتحقيقه لأهدافه منظمته.

فاللحظة التي يجد فيها الموظفين أنهم سعداء بالفعل بالعمل ومستعدون لتقديم كل ما لديهم من أفكار ومجهود وطاقة كل يوم أكثر مما قبله هي القرارات التي يشرعها مدراء إدارة الموارد البشرية لتوفير العوامل اللازم والمواكبة لزيادة تعلق الموظف بمنظمته.