الاعداد السابقة للصحيفة
السبت20 ابريل

سعيد بن مسفر ..الإيمان بالبعث..أهمّ أسباب الاستقامة

منذ 11 سنة
4
4396
سعيد بن مسفر ..الإيمان بالبعث..أهمّ أسباب الاستقامة

أكد فضيلة الداعية الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني أن الإيمان بالبعث ركن ثابت من أركان الإيمان، وأن العبد لا ينجو إلا إذا آمن به لأنه من صلب العقيدة الإسلامية، التي تضمن السعادة في الدنيا والآخرة، مشددًا على أهمية الإيمان بالبعث في حياة المؤمن لأنه لا تستقيم خطوة للإنسان في هذه الدنيا إلا إذا آمن بالبعث، معللاً ذلك بأن “من أمن العقوبة أساء العمل”.

وأوضح الداعية القحطاني خلال خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بقطر أن أركان الإيمان الستة نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخان ونصه: عن عمر رضي الله عنه قال: “بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، قال صدقت، قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت”..الحديث ، قال القحطاني: وروي بدلاً من اليوم الآخر “وبالبعث بعد الموت”.

وأشار القحطاني إلى أن تعجب الصحابة من سيدنا جبريل الذي أتى لهم ليعلمهم أمور دينهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم يرجع إلى تصديق جبريل عليه السلام لكلام النبي، مؤكدًا أن الذي يصدق على إجابات الأسئلة التي يطرحها بديهي أنه يعرفها بل هو من علمها للنبي صلى الله عليه وسلم، ولذا فهو يصدق على أشياء هو يعلمها علم اليقين.

وبين الداعية السعودي أن القرآن عالج هذه القضية بثلاثة أساليب: الأول اعتمد خلاله القرآن المنظور العقلي في محاججة الكفار الذين لا يؤمنون بالبعث: “وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر”، لافتًا إلى أن القرآن في هذا الأسلوب طرح رؤية تتضمن أنه لا يصعب على الصانع الذي صنع شيئًا معينًا أن يقوم بتفكيكه ثم يقوم بتركيبه مرة أخرى، مضيفًا: هذا عندنا يحدث ويتم ولا ينكره العقل مع أن قدراتنا محدودة فكيف بمن قدراته مطلقة سبحانه وتعالى.

وعرض القحطاني للآيات التي اعتمدت هذه الرؤية، ومنها قوله تعالى: “ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيًا أَوَ لاَ يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئًا”، وكذلك تعرض للآيات التي تأتي في سياق واقعة حقيقية وردت في السنة، حيث ذهب أحد كفار مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم قد رم، ففركه بيده أمام النبي وقال له: أتزعم يا محمد أن الله يعيد هذا بعد أن رم؟ ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “نعم، ويدخلك النار”، وقد مات هذا الرجل كافرًا بالفعل وسيذوق يوم القيامة عذاب النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن القرآن قص علينا هذا الحوار الذي وقع بين هذا الرجل الكافر والنبي صلى الله عليه وسلم، وأكد ما قاله النبي وما يقرره القرآن دائمًا من أن البعث حق لا ريب فيه وأنه لا يعجز الله سبحانه، حيث يقول تعالى: “وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم”، منوهًا إلى أن هذه الآيات جاءت جوابًا قاطعًا ومنطقيًا يلغي هذا الفكر العفن الذي يستنكر على الله أن يعيده كما كان أول مرة.

وبالنسبة للأسلوب الثاني قال القحطاني: أما الأسلوب الثاني فهو القسم، ولله سبحانه أن يقسم بذاته أو بما شاء من خلقه لأنه الخالق وللخالق أن يقسم بنفسه أو بمخلوقاته، أما نحن فلا يجوز لنا أن نقسم إلا بالله، مشيرًا إلى أن القسم الوارد في الآيات التي تناولت قضية البعث المراد منها تأكيد هذه الحقيقة، مستعرضًا عددًا من الآيات التي وردت قضية البعث فيها مرتبطة بالقسم كقوله تعالى: “فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون”، وقوله تعالى: “زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير”، وقوله تعالى أيضًا: “ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين”.

وعن الأسلوب الثالث، أشار القحطاني إلى أن الأسلوب الثالث يتمثل في عرض صور ومشاهد وحوارات ستحدث في الآخرة بين من يؤمن بالبعث بعد الموت ومن لا يؤمن به ، حيث يدور هذا الحوار بين الإخوة في الجنة كما في سورة الصافات: “فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٥٠﴾ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ﴿٥١﴾ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ﴿٥٢﴾ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴿٥٣﴾ قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ﴿٥٤﴾ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾ وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴿٥٧﴾ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ﴿٥٨﴾ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴿٥٩﴾ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٠﴾ لِمِثْلِ هَـذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ ﴿٦١﴾ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ﴿٦٢﴾ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴿٦٣﴾ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴿٦٤﴾طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿٦٥﴾ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴿٦٦﴾ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٦٧﴾ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴿٦٨﴾ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴿٧٠﴾ وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٧١﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ ﴿٧٢﴾ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿٧٣﴾”.

وبين القحطاني أن المشهد السابق يحكي عن أصحاب الجنة وهم منعمون، يتذكرون حالهم في الدنيا “قال قائل منهم إني كان لي قرين” أي قرين يصده عن الإيمان بالله وبالبعث شأن كثير من الكفار والملاحدة الذين مسخت عقولهم، وإذا بهؤلاء الإخوة في الجنة يتحدثون سمعوا قائلاً يقول :” هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ”؟، “فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ﴿٥٥﴾ قَالَ تَاللَّـهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ ﴿٥٦﴾”، أي لولا أن الله ثبتني بفضله لكنت معك في النار، ثم التفت إلى أصحابه وقال: “لمثل هذا فليعمل العاملون”.

وأكد أن الناس كلهم يموتون كما نرى ولا يعودون مرة أخرى ليحدثونا عما رأوا، ولكننا نؤمن بالبعث لنقل الثقاة خبره عن الله جل وعلا وهم الرسل والأنبياء عليم السلام.

التعليقات

ج
جنوبيه عدد التعليقات : 18 منذ 11 سنة

لا اله الا الله

م
متابع عدد التعليقات : 2484 منذ 11 سنة

.أهمّ أسباب الاستقامة…هى التربية الاسرية السليمة منذ الطفولة ..كم من السعوديين من اهل بلاد الحرمين الشريفين ..ليسوا اصحاب استقامة سليمة وهم سبق ان تعلموا من اسرهم و فى مجال التعليم عن البعث والحساب بعد البعث ..وهناك من غير المسلمين ولايؤمنون بالبعث ..واصحاب استقامة !!!

ا
ايس تي عدد التعليقات : 23 منذ 11 سنة

(اسمها الملة وليست العقيدة ) الله يهديني ويهديك ويهدي المسلمين

ولااسمع واحد يقول عقيدة لان العقيدة والعقد عند السحرة

قال تعالى((وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ))

م
مازن عدد التعليقات : 591 منذ 11 سنة

كلامك درر ياشيخي : حـ تنور حارتناا

اترك تعليقاً