كل المواعيد وهم ...!!!
لو قيل لك أن هناك مستشفيات بدولةٍ ما تُعطي المواعيد لمراجعيها المرضى بعد سنتين أو ثلاث سنوات فبالتأكيد أنك لن تصدق ، ولو صَدّقت فربما تتوقع أن هذه الدول هي الصومال او النيبال او جزر المالديف ، ولكن الحقيقة المُرّة هي أن هذه المستشفيات توجد بالمملكة العربية السعودية دولة ( البترول والمال ) !! وهنا الغرابة فلو كنا دولة فقيرة فلا تُستغرب هذه ( المرمطة ) والتأخر في المواعيد ، ولكننا - ولله الحمد - دولة غنية ويُخصص لوزارة الصحة لوحدها ( 100 مليار ريال ) أي بما يعادل ميزانية دولة مجاورة بأكملها ! ومع كل هذا للأسف فالخدمات الصحية دون المستوى ، بمعنى أن الميزانية الكبيرة جداً لاتتناسب مع الخدمات الطبية التي تقدم للمواطن البسيط ، فمن تأخر المواعيد بالاشهر والسنوات الى الأخطاء الطبية الى النقص الحاد بالمستشفيات ونقص الأدوية وغيرها الكثير والكثير .
وهنا لابد من السؤال ( الطويل العريض ) أين ذهبت ميزانية وزارة الصحة ؟؟ أترك لكم الإجابة وأعود الى صلب الموضوع وهو التأخير بالمواعيد وأعتقد أن السبب الجوهري هو بقلة المستشفيات والنقص الحاد بالكوادر الطبية المؤهلة والمشكلة ( العويصة ) والأهم هي عدم التناسب بين الخدمات الصحية وعدد السكان ، فلا أعتقد أننا صحينا ذات يوم وفُوجأنا بعدد السكان المتزايد ونحن لانعلم .
لذلك تبدوا المشكلة الاساسية هي عدم تخطيط ، وكما تعلمون أن التخطيط الاستراتيجي ضرورة مُلحة في بناء المستشفيات والتخطيط لها وهذا مانفتقدة ، لذلك لاغرابة أن تجد في كل مدن المملكة ومحافظاتها مستشفى واحد فقط يخدم هذه المدينة كبرت المدينة أو صغرت وهنا المشكلة ( الأعوص ) !
بناء على هذا الكلام لاتستغرب عزيزي القاريء من ( مواعيد السنين ) وسوء الخدمات ! في الحقيقة لا أعلم هل يعقل أن مريضاً بالقلب أو السمنة المفرطة أو أمراض الكلى ينتظر طوال هذه المدة من أجل مقابلة طبيب لعدة دقائق ؟ بالتأكيد لا و حالة المرضى لاتسمح بالانتظار كل هذا الوقت وربما إنتظار الموعد يترتب عليه حدوث أمراض ومضاعفات أخرى وربما يموت المريض - لاسمح الله - وهو ينتظر الموعد الزعوم ، لذلك البعض يعتقد انه لايوجد حل الا اللجوء الى المستشفيات الخاصة وفواتيرها الباهضة جداً وخدماتها السيئة ولكن كما يقال ( أمران أحلاهُما مّر ) ، لذلك لاتستغرب عزيزي المواطن عندما تذهب الى موعدك بعد كل هذه السنوات من يسألك ( معقولة مامت للحين ؟؟ ) ...
عيسى سعد الحربي





