غربة فكر
نحن نعلم بأن الحياة في طيات جوانبها ما يسمى الغربة أو الحنين لديار والفراق للأوطان وترنم الإنسان على أنغام الحان الأحزان لما هو عنه غريب وبعيد وحسب تعريفي الشخصي بأن الغربة / هي غربة الإنسان عن وطنه أو فكره أو جيله بالبعد المكاني و الثقافي و الآمدي ) .
وكثير من الخلق دائما يتبادر لها بأن الفراق مرتبط بالبعد عن الوطن والذي عاش وترعرع وداج في ثراه صعد على هضابه ومد ناظره فوق جباله و اركب طنجرة طعامه فوق حجره واستوقد بشجره هذا هو " الوطن "والمتمثل في الحجر و الشجر والثرى وعندما نتحدث عن الغربة يتبادر لكم غربة الوطن ولكن أعلم بأن هناك غربة وطن و غربة جيل وغربة فكر فكل إنسان سقط رأسه على ثرى أي قاع وتحت أي سماء فهو له وطن ولو لم يكن لأبيك ولأجدك وطن فسقوط الرأس يلغي مكان الأصل والنسب ولكن هناك غربة جيل وغربة فكر وهذه هي الغربتين الأشد وقع وآلماً على الإنسان إما غربة الجيل فهي غربة الجيل الواحد ويعرف الجيل الواحد بأن كل ثلاثة وثلاثون سنة جيل صغر الإنسان أو كبر عن ذلك ) لمشاركتهم في الحياة وإحداث تلك الحياة المادية والثقافية والاجتماعية فهنا يتفق في المشاركة ولو اختلفوا في الفكر وبرهاني على ما أتحدث عنه قصيده أبو العتاهية يقول فيه :-
(إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهمِ - وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْت غَريبُ) إما غربة الفكر فهي ما نحن بصدده ومددنا بمدده لنبحث في هذه الغربة والتي قد نتجمع إذا اتفقنا بالفكر فنحن "قربه لا غربه" وغربة الفكر ليس له عمر أو جيل أو وطن قد تتفق البشر فكرياً وهم في أصقاع الأوطان و بإعمار مختلفة ولكن يجمع بهم الفكر الواحد كما هو حال المفكر اللبرالي "عبد الله القصيمي " فلازال كثير من إتباع "الفكر اللبرالي " يحملون فكره ويستأنسون بآراه ويتتبعون مؤلفاته و بعضهم من إتباعه فكرياً ومنهجياً وهم في عمر أحفاد الأحفاد لأنه كما هو معروف من مفكري القرن الماضي أيام الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وكما نحن نتبع الفكر الوسطي الممثل في الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكما هناك من هم من إتباع الفكر التفجيري أو الإرهابي واحد رموز هذا الفكر الضال والمظل جهيمان عليه من الله ما يستحق حتى الرجل مع زوجته قد يتعايشون حياة المشاركة و المادة ولكن قد لا يتعايشون فكراً ويبقى هناك غربة الفكر التعايشي مما ينتهي بحياتهم إلى الطلاق أو الاستمرار بعيشتين المشاركة والمادة ويبقون في غربة فكر لن الزواج مفهومه مشاركه ثم فكر ثم جيل وهذه هي معطيات الزواج الناجح للاستمرارية الحياة الزوجية الممثلة في حياة المشاركة بين الأزواج ومن باب الإيجاز واختصار نص المقال نخرج من هنا ونقول بعد القراءة الفكرية نخرج في نهايات المقال ( بأن الحياة مليئة بتغرب والبعد عن الأوطان والأجيال والأفكار بمفهوم (الغربة باختلاف مسالكها التعددية) وما نحن بصدده ومددنا بمدده هي (غربة الفكر الثقافي أي كان هذا الفكر ).





