التدريس مهنة مَنْ لا مهنة له!
(1) قبل أعوام لُوحظ العجز الوظائفي ووفرة غير المؤهلين من المدرسين وأصحاب المهن الأخرى، فـ(اختلط الحابل بالنابل) وباتت الضحية مهنة (التدريس) مهنة مَن لا مهنة له، يقول الكاتب الروماني نتوالس: إن الأشياء الحسنة تحب الظهور والانتشار والانفتاح، أما الآثام فإنها تتستَّر تحت حجاب السر والكتمان. (2) إن كثيراً من المعلمين فقدوا مبادئ التعليم الحديث، وتهكَّموا طرقه وأساليبه، حتى أنهم قصَّروا في إتقان الكتابة والقراءة، ومنهم من يراوغ عن تدريس مادة القرآن الكريم لتقصير وجده في نفسه، ومنهم من لا يُجيد سوى التّعنيف والتعصيب والتّوبيخ واستدعاء أولياء الأمور وحسم النِّقاط. ناهيك عن تأثيرهم السلبي كونهم قادة وقدوة لأبنائنا، فقد شاهدنا من أحد المعلمين في أحد الأسواق رافعاً صوت الموسيقى مناقضاً مهنته، هذا من الجانب الظاهر وما خفي أعظم من الشذوذ والتشدد والسلوكيات الباطنة المنحرفة، ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف لنا نوليهم فلذات أكبادنا؟! (3) دائرة اللوم متساوقة بين كِلتا الوزارتين -وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي- فالأولى أهملت وقصَّرت في امتلاء الطالب وتأهيله تأهيلاً تربوياً تعليمياً لينسجم مع الدراسة الجامعية. والثانية تسرَّعت وتورَّطت في الكم الحاشد من المتخرجين في الجامعات والكليات. في العام الماضي أصدر مدير عام الشؤون الإدارية والمالية في وزارة التربية والتعليم قراراً بتعيين معلمين عددهم 7384 خريجاً، وهم على قوائم المفاضلة، لا نعلم حقيقة المفاضلة!! هل هي مفاضلة بقدرات المعلم وثقافته، أم مفاضلة بـ(الديكور) الظاهر وتحصن بالواسطة؟! (4) تساؤلات؟! ألم يعلموا أنها مهنة الأنبياء والرسل والصالحين؟! أهملوها وتناسوا فضلها، وفي العائد المالي انحصر اهتمامهم. ألم يعلموا أن طلب العلم جهاد بلا فارس ولا جواد؟! قدَّموها فأخَّرتهم وللجهل قرَّبتهم. ألم يعلموا أنها مسؤولية سامية يحاسَبون عليها عند ربهم إذا قصَّروا في تأديتها بالوجه القويم؟! ألم يعلموا أنهم قدوة للقاصي والداني وللمجتمع بأكمله؟! أهملوها وتناسوا فضلها، وفي العائد المالي انحصر اهتمامهم. (5) تنبيه! إذا كان القانون لا يحمي المغفلين فإن الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الحسنة.





