يا عبد ! يا أسود ! بالله شوف كيف شكله!
اخترت الزمان عمداً وتبيان ذلك نهاية المقالة،وإني لأبرأ من الأوصاف العنصرية الآنفة الذكر براءة الشمس من اللمس،ولكني قائل:-
أسمعت قصة ذاك الرجل صاحب البشرة السمراء والأشد سمرة فارع الطول نحيل الجسم،كان عبدا لأمية ابن خلف أحد صناديد قريش وطغاتها،سجّل ذلك العبد الذي لم يكن له شأن ولاقيمة بطولات هيهات أن ينساها تاريخ البشرية طال أوقصر،ذلك العبد عندما علم نبأ محمد صلى الله عليه وسلم يمم وجهه شطره،فما لبث إلا قليلا حتى دخل في دين الله..
من هنا كانت نقطة التحول وصناعة رجل ذاق أصناف العذاب وألوانه من أمية ابن خلف وأتباعه..يخرجونه لبطحاء قريش في وقت الظهيرة..يضعون الحجارة حارة على صدره..ويربطون في رقبته حبلا فيطوف به صبيانهم مكة،ويلحون عليه أذكر آلهتنا بخير..وهو يردد (أحد..أحد) وتتوالى ألوان العذاب وهو صامد..جلد..يردد (أحد..أحد)..إنها صناعة الإسلام وحب تغلغل لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أقصى الفؤاد..محال أن يذوب.
لايدخلني بصيص من الشك أن أحدا لايعرف من صاحب الكلمات الخالدة(أحد..أحد)والتي كانت شعار غزوة (بدر الكبرى) لايجهل أحدا منا مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم.
أعتقه الصدّيق وأمية بن خلف يقول:لو دفعت فيه أوقيه لبعته لك،وفي سبيل بطل وأخ في الإسلام يرد الصدّيق لو طلبت مئة لدفعتها لك..تبيانا لمنزلة بلال.. لانريد إطنابا في هذا.. فبطولات ومآثر (بلال )تعجز الحروف جمعها ولكنا أردنا الشاهد..
ياسيدي الشاهد يقول:هناك من الناس يحملون في داخلهم العنصرية المقيته والكبر البغيض عندما يرون ذا البشرة السوداء يوسعونه بأبشع العبارات وأقبحها؛ظناً منهم أن صاحب البشرة السوداء ليس إلا ذليلا،ويزعمون أنهم يكرهون العنصرية..ربهم واحد..وخالقهم واحد..لكن العقول هبة من الله.
ياترى ألم يأتي ولو للحظة واحدة ويتذكرون (بلالا بن رباح)؟مع إيماننا التام أنه محال أن يكون في زماننا (كبلال)ولكن القياس مطلب والإسلام جعل لكل إنسان كرامة.
ياترى ألم يأتي ولو للحظة واحدة ويتذكرن (أبا لهب)؟وهو الذي كان في وجنتيه كحبات الرمان محمرة من شدة البياض؟مع إيماننا أن الكفر لايعدله ذنب،ولكن لم يرفعه جماله.
وهناك نقطة أخرى يرددها بعض الناس عندما يرى غيره فيبدأ يهزأ بشكله خصوصا إذا كان به عيب خلقي،أجهل المستهزؤون آيات محكمات يقرؤونها ليل نهار قال تعالى(ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)وغيرها من الآيات..قال تعالى:(تبارك الله أحسن الخالقين).
من يجرؤ أن يهزأ بخلق الله؟من هو الذي يتطاول على الله؟ومن تكون ياهذا؟حتى تعترض على هيئة جعلها الله في عبادة !بأي وجه ستلقى الله؟خلقهم ربهم ليمضي أمرا كان مفعولا،لسانك أدّبه إن لم تستطع قول الجميل من الكلام فمن الأولى كتم قبيحه..
يقينا ولايراودنا شك أن هناك من الناس من ينطق بمثل هذه الكلمات دون عمد وقصد وخصوصا عشاق(كرة القدم)،فتراه يتحدث ويغضب وهو فاقد الوعي،فمثل هذا محال أن يستوي هو ومن يتعمد إيذاء الناس والسخرية من أشكالهم..وألوانهم.
ذكرت بأني اخترت الزمان وحقا ماقلت،فانظروا هذه الأيام والتي يقف فيها الناس سواء في المشاعر المقدسة كلهم سواء،عند الله..فلا فرق بين عربي ولاعجمي ولا أسود ولا أبيض عند الله إلا بالتقوى.
جميل عندما تسمع الكلام وتقتنع به وتحاول أن تصحح سلوكك..فهذا نبأ بأن لك قلب جميل أبيض تستطيع تدارك الخطأ،وأحسن الله فيك العزاء عندما تسمع كلاما صحيحا وتحاول أن تزيد جهلا وظلما وجورا..ولست مقتصرا بهذا على ماجاء في المقالة،بل في كل حياتك.
خارج النص:
قال الشاعر:
يا باري القوس بريا ليس يحسنه.. . .. لاتفسد القوس أعطِ القوس باريها
