" البوية " داء العصر أسبابه وكيفية علاجه
ابتليَت الفتيات مؤخراً بما يسمى بـ " البوية " وهي مصطلح يطلق على الفتاة التي تتشبه بالرجل في قصّة الشعر أو في اللباس أو حتى في الحركات والتصرفات وفي طريقة المشي أيضاً , وربما كان لديها فتاة تدعوها بـ " الحبيبة " باعتبار أنها أصبحت رجلاً ! فتجردت تماماً من أنوثتها لترتدي ثوب الرجل , وخالفت فطرتها وطبيعتها لتعيش كمسخ أو مسترجلة أو شيء مقزز ! دعونا نسلط الضوء أولاً على الأسباب التي يمكن أن تدفع الفتاة للتصرف كرجل .
أولاً : أسباب عاطفية :
إذا فقدت الفتاة عاطفة الأسرة عاطفة الأب والأم والأهل وفقدت اهتمامهم وحبهم قد تلجأ لمثل هذه التصرفات لتفرغ ما بداخلها من كبت عاطفي من خلال العلاقات الشاذة بالفتيات , وقد يكون بسبب التربية السيئة والانحراف والفوضى التي تسود البيت , فتطبق ما نشأت وتربت عليه في الخارج .
ثانياً : أسباب دينية : ولا شك أن ضعف الوازع الديني هو من أهم وأبرز الأسباب التي تدفع الفتاة لهذا التصرف , فمهما واجهتها من مشاكل عاطفية أو نفسية أو غيرها سيكون أمامها خطوط حمراء تَحول دون التصرف بطيش يستدعي غضب الله تعالى , لكن حين غاب الإيمان وغلبتها الشهوة وإبليس ,أصبحت رقابة الله عز وجل عنها مغيّبة تماماً .
ثالثاً : الصحبة السيئة : فالصحبة متى كانت سيئة فهي من أهم العوائق التي تعيق الإنسان عن القربات والأعمال الصالحات، لما لها من تأثير كبير على الإنسان ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك و إما أن تبتاع منه , و إما أن تجد منه ريحا طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة } أخرجه البخاري في صحيحه ,لذلك حثّنا الله عز وجل على التزام الصحبة الصالحة فقال جل في علاه في سوة الكهف : وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً . الكهف: 28.
رابعاً : الشعور بالنقص : حين تشعر الفتاة بالنقص تحاول عندها أن تُلفت انتباه الناس بتصرفات تثير انتباههم , فتحولت إلى رجل لتكون حديث الناس وتستحوذ على اهتمامهم .
هذه بعض الأسباب التي تدفع الفتاة لتصبح " بوية " , لكن الذي غاب عن ذهن هذه الـ " بوية " هو أنها أصبحت في زمرة الملعونين والعياذ بالله ,عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلَّم . لَعَنَ اللهُ المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ، وَالمُتشبِهاتِ مِن النّسَاءِ بالرّجَالْ . ,حيث آخر : { لَعَنَ اللهُ المُخَنَثِينَ مِنَ الرّجَال وَالمُترَجّلاَتِ مِنَ النّسَاءْ } رواه أحمد والترمذي والبخاري , قال صاحب لسان العرب :اللعن: الإبعاد والطرد من الخير ، وقيل الطرد والإبعاد عن رحمة الله .ومن الخَلْق : السب والدعاء .
جاءت شريعتنا بتحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال ، بل وجاء التغليظ في النهي عن ذلك حتى لعن النبي صلى الله عليه وسلم أولئك المخالفين للفطرة التي خلقهم الله تعالى عليها ، كما في الحديث ولا شك أن من أبين مظاهر تخنث الرجل لبسه ما تلبس النساء ، وتقليده لهن في عاداتهن . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لعَنَ رسُول اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم الرَّجُلَ يلبَس لِبْسَةَ المرأةِ والمرأَةَ تلبَس لِبسَة الرَّجل .رواه أبو داود ( 4098 ) وصححه النووي في " المجموع " ( 4 / 469 ) ، والألباني في " صحيح أبي داود " . وقالت ِعَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : ( لعنَ رسُول اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّم الرّجلةَ مِن النّساءْ ) رواه أبو داود ( 4099 ) وحسَّنه النووي في " المجموع " ( 4 / 469 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال المناوي رحمه الله : "فيه كما قال النووي : حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه ؛ لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح ، فيحرم على الرجال التشبه بالنساء وعكسه في لباس اختص به المشبه ، بل يفسق فاعله للوعيد عليه باللعن" انتهى - " فيض القدير " ( 5 / 343 ) .
علاجها : أولاً : اليقين الكامل بحكمة خلق الله عز وجل لآدم وحواء . ثانياً : الصدق مع الله والإلحاح في الدعاء بأن يخلصكِ الله من هذه المعصية التي تعرّضكِ للطرد من رحمة الله تعالى , فما من مؤمن عاقل يرضى بأن يُطرد من رحمة الله تعالى . ثالثاً : الصحبة الصالحة , استبدلي صحبتكِ السيئة وابحثي عمن يعينكِ على الأعمال الصالحة ويقربكِ إلى الله تعالى . رابعاً : اشغلي وقتكِ بما ينفعكِ واستغلي موهبتكِ في إنجاز عمل تفخرين به , الجميع قادر على فعل ما يحب , لذلك ابحثي عن الجوهرة بداخلكِ واصقليها لتكون بديعة الجمال .
نسأل الله تعالى أن يُبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن , وأن يحيينا على الإسلام وأن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالة ولا مضلين ,والحمد لله رب العالمين .





