الحليبي : مطالب بدراسة فتوى ترقيع البكارة ومنهج للثقافة الجنسية

طالب الدكتور خالد الحليبي المستشار الأسري بدراسة فتوى ترقيع البكارة لبعض حالات الطفلات التي قد تهدم كامل حياتهن، كاشفا عن دراسة تشير إلى أن 22 – 28 % من الأطفال في مجتمعنا تعرضوا لنوع ما من التحرش الجنسي.

وعبر في حلقة برنامج “حراك” الذي يقدمه عبدالعزيز قاسم على قناة “فور شباب” الفضائية عن استيائه الشديد من الإصرار على تداول قضايا التحرش وكأنها قضية فردية، وقال إن من يقول أنها ليست ظاهرة يغالط نفسه. وشهدت الحلقة التي حملت عنوان “التحرش الجنسي.. الظاهرة المسكوت عنها” واستضافت إضافة إلى الحليبي، مداخلة هاتفية من الشيخ عادل الكلباني إمام الحرم المكي السابق والمستشارة التربوية سلوى العضيدان إضافة إلى مؤلفة كتاب (لا تلمسني) هند خليفة وأخيرا الأستاذة عائشة بنت عادل مؤلفة كتاب (لاتسمح لهم). وذكر الحليبي أن ثلث حالات التحرش تصدر من داخل البيت أو من الأقارب أو ممّن يترددون على البيت والخشية أنه يتوقع تكرارها.

وقال إن البعض ينظر لمجتمعنا نظرة ملائكية وآخرون يتصورون أن الحديث عن هذه القضايا هو إشاعة للفاحشة وكشف لقضية مستورة والنتيجة تنامي المشكلة في مجتمعنا حتى الضحية لا تتحدث وقد يتم ابتزازها فيما بعد. وأشار إلى أن أبرز أسباب المشكلة أنّ الجسر الممتد مع أولياء الأمور مقطوع وبعض الأمهات لا تحتضن ابنتها ولا تقبلها حتى أو تحتويها. وعن الملاحظات التي تظهر على الأطفال المتحرش بهم، أشار الحليبي إلى أن الاضطراب، الكوابيس، ووجود بقع حمراء بالملابس الداخلية والأسوأ هو الإصابة ببعض الأمراض الجنسية هي من أبرز علامات الطفل المتحرش به. وكشف أن دراسات عالمية ذكرت بأن 78% من السجناء كانوا قد اعتدي عليهم في طفولتهم، وأن ثمة دراسة وضّحت أنّ 95% من عاهرات العالم اعتدي عليهنّ في طفولتهن. أما الأستاذة هند خليفة فقالت أكاد أقول أن في كل حي يوجد العديد من المتحرشين والحياء لا يأتي إﻻ بخير لكن الخجل الذميم في مجتمعنا يجعل المشكلة تتفاقم…

وأقصد بالثقافة الجنسية إعطاء الأطفال إشارات بسيطة تمكنهم من التعامل مع الآخرين. وأضافت: لابد من وجود مناهج مبسطة ومعلمين متدربين في مدارسنا كي نواجه هذه المشكلة أما الأستاذة سلوى العضيدان، فقالت إن التحرش الجنسي الآن يدق ناقوس الخطر في كل بيت سعودي فهو لم يعد ظاهرة بل أصبح وباءً، وطالبت وزارة التربية والتعليم بالتفكير الجدي في إدخال منهج ثقافة التحذير من التحرش في الصفوف الأولية. كما أطالب بتطبيق قانون التحرش الجنسي خاصة بالأطفال.

من جهته، رأى الشيخ عادل الكلباني أن قضايا التحرش الجنسي هي بعض أحداث ولا يمكن أن نسميها ظاهرة، وقال إن المشكلة بالتحرش عدم وجود العقاب الرادع لها وأحيانا عدم الاعتراف بها.

وأضاف نحتاج لتقنين أحكام القضاء ونجعل له موقفا موحدا في القضايا المتشابهة لا يخضع كثيرا للاجتهاد. وأشار إلى أن جهود الضباط قد تضيع في أحكام القضاء المخففة, كما حصل في قضية التحرش بفتاة الخبر بسجن بعضهم ثلاثة أشهر فقط. وقال الكلباني: ما يعرف مؤخرا بالخدمات الاجتماعية هي نوع من الترفيه وليس العقوبة. وجاءت مداخلة المستشارة الأسرية الأستاذة عائشة عادل، إذ قالت إن هناك من هاجم كتابي “لا تسمح لهم” رغم أنه مجاني، وقالوا إنّه لا ينبغي تداوله. وأشارت إلى أن الشعور المستمر بالصداع والدوار وفقدان الشهية، البكاء المستمر، مص الأصابع, ورغبة الطفل في عدم الذهاب لأماكن معينة أحيانا يكون سببها التحرش. وذكرت بأنها ذات يوم وجدت حالة لطفلة مختلة عقلياً تعيش مع جدتها فأصبحت الطفلة “حامل” من خالها المراهق.

وختم مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم قائلا: أتمنّى من أعضاء مجلس الشورى دراسة قرار يدين التحرش. وأضاف: نتوسم من الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم المبادرة بإدخال مقرر للثقافة الجنسية ليتلقاها أولادنا بطريقة آمنة وليس بالطرق المشوهة.